انسحاب العلماء والدعاة
٧٩ مشاهدة
الوطن العدنية/كتب/علي المحثوثي
ليس تدخلا في الشأن السوري، ولكنه عتب، وعتب أرجو أن يكون جميلا ونصيحة، والحياة نصيحة وتشاور ونقد، والدين النصيحة.
رأينا مجموعة من علماء ودعاة #سوريا حضروا إلى سوريا ودمشق بعد تحررها، يومان وثلاثة أيام فيها، وزيارات سريعة، وبعدها أخذوا طريقهم وأمتعتهم إلى تركيا، وصوروا عودتهم أيضا.
ما هكذا تورد الإبل يا أخ سعد وسعيد، ولا هكذا تعود الخيول.
هذا المشهد للأسف رأيناه في علماء ودعاة #اليمن حين تركوها ولاذوا بالغربة، وتوزعوا أشتاتا بين السعودية وتركيا وقطر وأمثالها، وتركوا اليمن، وصاروا من الخارج يغردون وينظرون.
إذا انسحب العلماء في الأزمات، فمن للأزمات يقوم لها ويخففها؟ لمن تركوا شعبهم وشبابهم وثغورهم؟، إن الثغور صارت ثغرات!
وإذا رأى الشعب وشباب المساجد أن العلماء يؤثرون السلامة، ويخافون الموت، وينسحبون من المشهد، فأنى لنا بالعلماء الصادقين الذين يحررون الأوطان ولو بالمواقف النظرية وبقربهم من معاناة الناس، مع اختيارهم للمربعات الآمنة أو شبه آمنة؟ وإذا فقد الناس وطلاب العلم والحلقات الثقة في علمائهم ومواقفهم؛ ضعفت القدوة، واهتز دافع التأسي، على أن الله يصنع ويخلف خيرا، والله لايترك دينه وعباده {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ}.
لقائل أن يقول: لهم ظروفهم، وقد تعرضوا للتهديد وقد (وقدقدة)؟
والجواب: فأين نصوص القرآن والسنة التي يتلونها، وتلوها على الناس تتحدث عن البلاء، والصبر عليه، ومواجهة التحديات، وخطأ التولي عن الزحف، ومطلع سورة العنكبوت وسورة الأحزاب وغيرها مما جعله الله اختبارا للإيمان، وفحصا للعلم، وكشفا لمعادن الرجولة، وما العلماء إلا المواقف، وقد ذكر أكثر صفة للعلماء في القرآن وهي الوقوف أمام الفتن ومنازلتها، وإظهار ثمرة العلم وآثاره وتربيته، وفي فتنة قارون {فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ۖ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ}. وفي موطن المواجهة مع أهل الحرام {وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على