انتهاكات صارخة ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع ضد النساء في كردفان

أصدر مركز حقوقي سوداني يُعرف باسم عدالة، تقريرًا صادمًا وثّق فيه انتهاكات الدعم السريع بحق النساء في مناطق متعددة من جنوب كردفان، واصفًا تلك الممارسات بأنها جرائم منسيّة تستهدف النساء بشكل خاص ضمن سياق عنف عرقيّ وجندريّ.

التقرير الذي غطّى الفترة من أبريل 2023 حتى يناير 2025، أورد توثيقًا لـ23 حالة عنف جنسي في عدة مناطق منها الدلنج والدبيبات، إضافة إلى قرى التنقل والعيّارة وحجر جواد. وأكد أن 11 امرأة تعرضن للاختطاف والاغتصاب، فيما وقعت حالات أخرى شملت الاغتصاب والضرب والإذلال الجسدي والنفسي.

أنماط متكررة من العنف والاستعباد

كشف التقرير عن أن انتهاكات الدعم السريع امتدت لتشمل ممارسات مثل الاعتداء على النساء في الطرق العامة والمزارع، فضلًا عن حالات اختطاف واستعباد جنسي داخل مناطق تسيطر عليها الميليشيا في محلية القوز. وأوضح التقرير أن النساء والفتيات أُجبرن على العيش في ظروف قاسية للغاية، داخل مواقع معزولة تحت سيطرة الميليشيا.

ورصد التقرير أيضًا تعرض خمس نساء لاعتداءات جسدية مصحوبة بشتائم عنصرية في مدينتي الدلنج ولقاوة، ما يعكس الأبعاد العرقية للعنف الممارس ضدّ النساء في الإقليم.

عمليات هجومية واختطاف جماعي

وثّق مركز عدالة أن ميليشيا الدعم السريع شنت هجومًا في ديسمبر 2023 على قرى بمحلية هبيلا، شملت التنقل والزلطاية، أسفر عن مقتل سبعة شبان واختطاف 13 فتاة. وأضاف أن الهجوم تكرر في فبراير 2024، وتم اقتياد الفتيات المختطفات إلى محلية القوز حيث تعرضن لأبشع صور الانتهاكات.

وبحسب التقرير، فإن هذه الحوادث تأتي ضمن استراتيجية تهدف إلى كسر إرادة المجتمعات الزراعية من خلال العنف المنهجي والتجويع المتعمد.

الوضع الإنساني المتدهور في جنوب كردفان

وصف التقرير الوضع الإنساني في مناطق جنوب كردفان بأنه كارثي، مشيرًا إلى أن الدعم السريع تتخذ من مدينة الدبيبات قاعدة لفرض حصار يمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية إلى الدلنج وكادُقلي، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء.

وبسبب هذا الحصار، اضطرّ العديد من المدنيين إلى تناول الحشائش البرية للبقاء على قيد الحياة، فيما تجاوز عدد المهددين