انتخابات هولندا اليوم مفترق طرق بين اليمين المتشدد والوسط المنقسم
يواجه الناخبون الهولنديون في الانتخابات العامة التي تجري اليوم الأربعاء صعوبة في الاختيار وسط تنوع كبير من المرشحين، إذ سجلت لجنة الانتخابات في البلاد ما لا يقل عن 27 حزباً و1166 مرشحاً يتنافسون على 150 مقعداً في مجلس النواب. ويعني ذلك أن أمام الناخبين بطاقة اقتراع كبيرة الحجم، إذ تتضمن أسماء جميع الأحزاب والمرشحين المدرجين في قوائم كل حزب.
ويحاول الناخبون بصعوبة التعامل مع بطاقات اقتراع ضخمة، مستخدمين أقلاماً حمراء صغيرة لوضع علاماتهم عليها قبل طيّها وإدخالها عبر الفتحة المخصصة في صندوق الاقتراع. وبعد إغلاق مراكز الاقتراع، يتعيّن على موظفي فرز الأصوات فتح البطاقات مجدداً بالكامل لفرز النتائج وتجميعها.
وقال مارسيل رولوفسن لوكالة أسوشييتد برس عقب الإدلاء بصوته في لاهاي، إنّ الأمر كان سيصبح مثالياً لو جرى تصغير حجم بطاقات الاقتراع. ويعد حجم بطاقة الاقتراع رمزاً قوياً لتشظي الحياة السياسية الهولندية في عصر يشهد انقسامات مجتمعية عميقة، لكنه ليس بظاهرة جديدة.
وبعد انهيار الحكومة، الصيف الماضي، تعيش هولندا أجواءً من الاستقطاب الحاد، يقف في مركزها الزعيم اليميني المتشدّد خيرت فيلدرز، الذي يسعى إلى تحقيق فوزٍ جديد يقوده نحو السلطة بعد عقود من الجدل. ويحق لنحو 13.4 مليون إنسان التصويت، أي نحو 91% من مجمل سكان البلاد البالغين.
ولم تمضِ سوى سنة تقريباً على تشكيل الحكومة السابقة برئاسة ديك شوف، والتي جمعت بين الحزب من أجل الحرية اليميني المتشدد بزعامة فيلدرز، وحزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية الليبرالي، وحزب العقد الاجتماعي الجديد، وحزب الفلاحين الزراعي، حتى تفككت. الشرارة كانت ملف الهجرة، إذ انسحب فيلدرز غاضباً بعدما رفض شركاؤه ما وصفها بـخطة طوارئ وطنية من عشر نقاط، تتضمن وقف استقبال طالبي اللجوء، ونشر الجيش على الحدود. عندها، أعلن رئيس الوزراء استقالته، لتدخل البلاد مرحلة جديدة من الغموض السياسي.
سباق متقارب وقلق من صعود اليمين
وتُظهر استطلاعات الرأي أن السباق الانتخابي متقارب للغاية. ويتصدّر حزب الحرية بنحو 25 إلى 30% من نوايا التصويت، ما يعني قرابة 30-35 مقعداً من أصل 150 في
ارسال الخبر الى: