انتخابات إيران الإصلاحيون يستخدمون فزاعة الاقتصاد ضد جليلي
١٠٠ مشاهدة
أصبح التيار الإصلاحي الإيراني ومعارضو المحافظين يركزون في حملتهم الانتخابية لصالح المرشح الإصلاحي على إخافة الشارع الانتخابي اقتصاديا من المرشح سعيد جليلي المحسوب على صقور المحافظين مستغلين توقع شرائح إيرانية باحتمال مزيد من التدهور الاقتصادي في حال فوزه بالرئاسة في الجولة الثانية للانتخابات الجمعة المقبل في ظل سياساته المتشددة ضد الولايات المتحدة وفي التفاوض معه بشأن الملف النووي ورفع العقوبات وتحت تأثير هذه الأجواء سجل سعر الدولار ارتفاعا جديدا في الأيام الأخيرة ليتجاوز أمس 620 ألف ريال للدولار وعزا ناشطان في السوق غير الرسمية للعملات الأجنبية تواصلت معهما العربي الجديد أسباب ارتفاع سعر الصرف هذه الأيام إلى المخاوف في السوق من احتمال اختيار المرشح المحافظ سعيد جليلي رئيسا للبلاد فضلا عن ارتفاع الطلب على الدولار في فصل الصيف عادة ما يزيد الأسعار وقال المضارب في السوق الموازية سعيد لـالعربي الجديد إنه مع زيادة حظوظ المرشح المحافظ سعيد جليلي على حساب المرشح المحافظ الخاسر محمد باقر قاليباف نهاية الأسبوع الماضي في استطلاعات الرأي بدأت ردة فعل سلبية في سوق العملات انعكست في زيادة سعر الصرف بسبب المخاوف من فوز جليلي بالرئاسة وأشار إلى أن الأسعار بدأت تزداد أكثر منذ مساء أول من أمس بعد الإعلان عن جولة إعادة للانتخابات الرئاسية بحضور المرشح جليلي الذي حل ثانيا في النتائج إلى جانب المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان الذي تصدر نتائج الجولة الأولى أول من أمس الجمعة بحصوله على نحو 43 من أصوات الناخبين المشاركين في الانتخابات يشار إلى أن ثمة انطباعا لدى الشارع عن أن ظفر جليلي بالرئاسة سيؤدي إلى تكثيف العقوبات وتشديد تطبيقها ويستغل الإصلاحيون الانطباع لتعزيزه عبر العمل بشكل جاد خلال هذه الأيام على إخافة الشارع من احتمال فوز جليلي لزيادة فرص فوز المرشح الإصلاحي لكن المضارب أمير علويان يعزو السبب الرئيسي لزيادة سعر الدولار إلى قدوم فصل الصيف وارتفاع الطلب على الدولار في ظل زيادة الرغبة في السفر لدى الإيرانيين في هذا الموسم لكنه قال إن لعامل المخاوف من فوز جليلي أيضا دور بدأ يزداد مع تكثيف الإصلاحيين هجماتهم الإعلامية ضده وبسبب الانطباع غير المريح عن سياساته الاقتصادية الحملات الانتخابية في إيران وخلال حملته الانتخابية يركز جليلي على ضرورة العمل على إفشال العقوبات الأميركية من دون الحديث عن رفع العقوبات عبر التفاوض وهو ما زاد المخاوف بشأن الوضع الاقتصادي الإيراني المتأزم الذي يؤكد المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان ومراقبون أن هذا الوضع لن يتحسن من دون رفع العقوبات ويسعى جليلي إلى طمأنة الشارع من خلال حديثه عن أنه سيرفع معدل النمو إلى 8 في حال ظفره بالرئاسة وأنه سيكبح جماح التضخم الذي يبلغ حاليا نحو 40 ويؤكد جليلي ضرورة سحب ورقة العقوبات من أميركا عبر إفشال مفاعيلها من خلال استغلال الطاقات الداخلية وتفعيل القدرات والطاقات في العلاقات الإيرانية مع بقية الدول وأكد مرارا أن العالم ليس بلدا أو بلدين في إشارة إلى الولايات المتحدة وانتقاده إصلاحيين ومحافظين معتدلين اعتبروا أن حل مشكلات البلاد الاقتصادية مرتبط بالتوصل إلى تفاهم واتفاق مع واشنطن كما يتهم الإصلاحيون والرئيس الإيراني السابق حسن روحاني جليلي بأنه أفشل جهود حكومة روحاني لإحياء الاتفاق النووي خلال مارس آذار 2021 واتهم المرشح الرئاسي الخاسر مصطفى بور محمدي في المناظرات الانتخابية الأسبوع الماضي جليلي بعرقلة انضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي الدولية المعروفة اختصارا باسم فاتف FATF التي طالبت إيران بإقرار مشاريع قبل الانخراط في المجموعة ومنها مشاريع تهدف إلى مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب وبعد عدم إقرار تلك المشاريع وضعت إيران على قائمتها السوداء التي منعت وصولها إلى المصارف والمراكز المالية الدولية في التبادلات النقدية والمالية وقال بور محمدي إن جليلي عندما كان أمينا لمجلس الأمن القومي رفض الانضمام إلى فاتف في ظل رئاسة روحاني وكان قد عين بين عامي 2007 و2013 أمينا للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني من قبل الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد وخلال فترة توليه أمانة مجلس الأمن القومي الإيراني قاد جليلي المفاوضات النووية مع المجموعة الدولية خمس سنوات لكن لم تسجل خلال هذه الفترة نجاحات في حلحلتها بل زاد الأمر تعقيدا إذ صدرت ضد إيران ثلاث قرارات أممية في مجلس الأمن الدولي فضلا عن فرض عقوبات أميركية وأوروبية وأممية على إيران وأمس الأحد انتشر مقطع مصور للرئيس الإيراني السابق حسن روحاني هاجم فيه جليلي متهما إياه بالتسبب بخسائر اقتصادية كبيرة لإيران ورفع كلفة التجارة الخارجية الإيرانية وتعاملاتها البنكية بنسبة 15 باتهامه برفض إحياء الاتفاق النووي وانضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي الدولية واتهم روحاني المحافظين بإلحاق خسائر بإيران تقدر بـ300 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الأخيرة بمنعهم إحياء الاتفاق النووي قائلا إن بلاده تتحمل خسائر قدرها 100 مليار دولار سنويا بشكل مباشر وغير مباشر وبسبب اقتطاعات لبيع نفطها والبتروكيماويات كذلك يركز وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف في حملته الانتخابية لصالح بزشكيان على مهاجمة سياسات جليلي وتحذيره المواطنين من فوزه بالرئاسة وساعيا إلى حث مقاطعي الانتخابات على المشاركة في الجولة الثانية يوم الجمعة المقبل لمنع انتخاب جليلي رئيسا للبلاد وأمس زار جليلي بازار طهران الكبير الذي يشكل نبض اقتصاد إيران في جنوب المدينة في محاولة لطمأنه التجار المحليين قائلا في كلمة أمامهم إن البازار السوق قلب الاقتصاد الإيراني مشيرا إلى أنه عقد اجتماعات مكررة منذ عام 2018 بعد فرض العقوبات على بلاده مع أصحاب البازار والتجار الإيرانيين وأضاف أنه أعد برنامجا لتنظيم السوق يتناول 17 موضوعا بالتشاور مع القائمين على السوق مؤكدا أن حل مشاكله سيحدث تحولا إيجابيا فيه