سام برس اليمنيون على حافة الفناء سموم تفتك بالحياة بصمت

58 مشاهدة

بقلم / عادل عبدالله
في بلد أنهكته الحروب والجوع والحصار تتسلل مأساة جديدة لا ترى بالعين المجردة لكنها تقتل ببطء ودهاء. إنها السموم — تلك المبيدات الزراعية التي غزت الأسواق والحقول بلا رقيب ولا ضمير حتى باتت الأرض تزرع الموت بدل الحياة.
في كل قرية يمنية تسقى التربة بمواد قاتلة تستوردها أياد لا يهمها سوى الربح وترشّ المزروعات بكيماويات محرمة دوليا بعضها مصنف ضمن أشد السموم فتكا بالبشر. لا أحد يسأل: ماذا نأكل؟ ولا أحد يحاسب من أدخل هذا الموت المغلف في عبوات لامعة تحمل شعارات براقة عن جودة المحصول ومحاربة الآفات!
لكن الآفة الحقيقية ليست في الحقول بل في الضمائر.
فالأرض التي كانت أما حنونا لليمنيين تحولت إلى قاتل صامت يقدم لأبنائها ثمارا مشبعة بالسم ومياها ملوثة بالكيماويات وهواء مفعما بالبقايا السامة التي تتسلل إلى الرئة وإلى القلب وإلى خلايا المخ.
تتزايد حالات السرطان والفشل الكلوي وتغزو المستشفيات أمراض لم يعرفها اليمنيون من قبل. العلماء والأطباء يحذرون من كارثة صحية وطنية تهدد الأجيال القادمة بينما يستمر النزيف في ظل غياب رقابة حقيقية وتواطؤ بعض التجار والمسؤولين الذين يتربحون من تجارة الموت.
اليمن اليوم لا يقصف فقط بالقنابل بل يقصف أيضا بالسموم.
إنها حرب أخرى أكثر خفاء لكنها أشد قسوة. حرب تستهدف الجسد والعقل والنسل وتزرع في كل بيت مأساة.
فهل سنبقى صامتين حتى يكتمل المشهد؟
هل يعقل أن يتحول الشعب الذي واجه الحروب والحصار إلى ضحية لسموم تباع على رفوف الأسواق؟
إن ما يحدث ليس مجرد تجاوز زراعي أو خطأ إداري بل جريمة بحق الإنسان اليمني — جريمة إبادة بطيئة تمارس تحت غطاء التنمية الزراعية.
على الدولة أن تتحرك قبل أن تصبح أرض اليمن مقبرة كيميائية مفتوحة وقبل أن يصبح الموت وجبة يومية على موائد البسطاء.
فالأرض التي تقتل أبناءها لم تعد وطنا بل فخا كبيرًا ينصب باسم الزراعة.
اليمن يحتضر لا فقط من الحرب بل من السموم التي تزرع فيه كل يوم.
وإذا لم يعلن النفير العام لإنقاذ

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع سام برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح