صنع في اليمن ليس شعارا أنابيب زراعية تتحدى المستورد

يمن إيكو|قصة اقتصاد:

في إحدى زوايا صنعاء، وُلدت تجربة صناعية هادئة لكنها واثقة، حين قرر مصنع يمني (الطلح بلاستيك) أن يحوّل الحاجة الزراعية إلى فرصة إنتاج، فخرجت إلى السوق أنابيب بلاستيكية محلية الصنع، بجودة عالية وكفاءة عملية، تحمل وسماً بسيطاً لكنه عميق الدلالة: صُنع في اليمن.

وحسب ما نشرته الجبهة الاقتصادية بصنعاء على حسابها في “فيسبوك” ورصده موقع “يمن إيكو”، فإن البداية كانت تقليدية، إذ خضعت خطوط الإنتاج في المصنع خلال الفترة الأخيرة لعمليات تطوير مكثفة، رافقتها خطط تحديث مستمرة، هدفت إلى مضاهاة المعايير التقنية الحديثة، لا لمجرد المنافسة، بل لترسيخ صناعة قادرة على الاستمرار والتوسع بثقة.

ومع تنامي القدرة الإنتاجية، بات المنتج الوطني قادراً على تغطية احتياجات السوق المحلية بكفاءة، مع امتلاك طاقة تصديرية إضافية تفتح آفاقاً أوسع، في مشهد يؤكد أن الصناعة المحلية حين تُمنح الفرصة، تستطيع أن تتجاوز حدود الاكتفاء إلى الشراكة الإقليمية.

ورغم هذا التميّز، ما تزال المنتجات المستوردة، ومنها نظيرات إقليمية، تدخل السوق بدون قيود، مسببة ضغطاً غير عادل على الصناعة الوطنية، في مفارقة تكشف خللاً تنظيمياً ونقصاً يهددان استدامة قصص النجاح المحلية في مضمار صناعة الاحتياجات المحلية الموصلة بالأنشطة الزراعية.

ويجمع مختصون في القطاع الزراعي على أن المنتج الوطني يتفوق من حيث السعر والجودة معاً، ما يجعل دعمه خياراً اقتصادياً واعياً لا شعاراً عاطفياً، ويضع مسؤولية واضحة على الجهات المعنية لتصحيح المسار، حتى تتحول هذه التجربة من قصة نجاح فردية إلى نموذج وطني ملهم.