اليمن جرأة السيادة وثبات الموقف في وجه البلطجة الأمريكية
لقد استخدمت أمريكا سلاح العقوبات ضد كل من حاول أن يرفع رأسه في وجهها من العرب والمسلمين بدءاً من العراق وسوريا وليبيا وإيران مروراً بالسودان ولبنان وفلسطين وصولًا إلى اليمن الذي يواجه اليوم هذه الهيمنة وجهاً لوجه، كانت تلك العقوبات في حقيقتها أدوات تدمير ممنهجة تستهدف الاقتصادات الوطنية وتخنق الشعوب في لقمة عيشها فقط لأنها أرادت الاستقلال أو حاولت حماية قرارها الوطني، هكذا دُمّر العراق تحت حصار اقتصادي دام أكثر من عقد وهكذا جُوِّع الشعب السوري وعُرقلت إعادة إعمار بلاده وهكذا حوصرت إيران بسبب برنامجها النووي رغم سلميته بينما كانت أمريكا نفسها تمتلك ترسانة من آلاف الرؤوس النووية، إنها سياسة الكيل بمكيالين التي جعلت من واشنطن قاضياً وجلاداً في آن واحد، لا تحاسب إلا الضعفاء وتغض الطرف عن جرائم حلفائها.
لكن ما كان لهذه السياسة أن تنجح لولا خنوع كثير من الأنظمة العربية والإسلامية التي آثرت الصمت والخضوع على المواجهة والكرامة، لقد قبل أغلب رؤساء وقادة تلك الدول بالعقوبات الأمريكية وكأنها قدر محتوم، لا اقتناعاً منهم بشرعيتها، بل خوفاً على كراسي الحكم أكثر من خوفهم على شعوبهم، كانوا يدركون أن واشنطن تمتلك أوراق الضغط عبر الدعم السياسي والعسكري وأن أي معارضة داخلية قد تجد في الولايات المتحدة ظهراً تستند إليه للإطاحة بهم، فاختاروا الانحناء بدل المواجهة، ومع أن بعض الدول حاولت التخفيف من آثار العقوبات عبر الالتفاف الاقتصادي أو المساومة السياسية، إلا أن أحداً لم يجرؤ على الرد بالمثل أو على استخدام أوراق القوة التي يمتلكها العرب والمسلمون وفي مقدمتها النفط والغاز والممرات البحرية والموقع الاستراتيجي الذي يربط الشرق بالغرب، ظلّت تلك الأوراق حبيسة الخوف حتى جاء من يكسر حاجز الصمت.
اليمن الذي يعيش منذ عقد تحت نيران العدوان الذي قادته السعودية والإمارات بقرار وتمويل وتسليح أمريكي وإسرائيلي قرر أن يقول كلمته بوضوح: لا للهيمنة ولا للخضوع، لم تنتظر صنعاء اعترافاً من واشنطن بشرعية ثورتها فشرعيتها منذ العام 2014 مستمدة من الشعب ومن الدماء التي سالت دفاعاً عن السيادة ومن
ارسال الخبر الى: