اليمن بين الانقسام والبحث عن طريق النجاة

يمنات
محمد الصوفي
يعيش اليمنيون اليوم مرحلة هي الأشد قسوة في تاريخهم الحديث، مرحلة تآكلت فيها الهوية الوطنية وتنازعتهم الولاءات المتعددة حتى صار الوطن الواحد مقسّمًا إلى فرقٍ ومناطق ومشاريع متصارعة، لكل طرف منها ممول خارجي وكفيل يتحدث باسمه، وكل فئة تزعم أنها الممثل الشرعي لليمن واليمنيين.
ولعلّ البعض يرى في هذا الوصف مبالغة، لكن الحقيقة المرّة تبقى أكثر نفعًا من الوهم المريح؛ فالفقر ينهش البطون، والبطالة تستفحل، والمرض ينتشر، والخوف والاعتقال والتنكيل أصبحوا واقعًا يوميًا، بينما تستمر النخب المتصارعة في تبادل الشعارات والمناصب.
أما المغلوبون على أمرهم فهم السبتمبريون، والاشتراكيون، والناصريون، والبعثيون، ومعهم ثلاث فئات مهمّشة: أصحاب البشرة السوداء، والمغتربون، والفئة الصامتة التي آثرت السكوت عن وجعٍ لا يُحتمل.
لقد تحولت البلاد إلى جزرٍ متباعدة، لكل منطقة قائدها وجيشها وولاؤها، وغابت الدولة الجامعة، وتاهت المصلحة الوطنية في خضمّ ضجيج المصالح الشخصية.
إنّ الخلاص لن يأتي من الخارج ولا من تجديد الصراعات القديمة، بل من تشكيل قوة اجتماعية وثقافية وسياسية وسطية، تتجاوز الاصطفافات الحزبية والمذهبية، وتبني معادلة جديدة تفرض نفسها على أرض الواقع، بروحٍ وطنيةٍ خالصة، لا تميل لهذا الطرف أو ذاك، بل تضع اليمن فوق الجميع.
لكي ترجح كفة الميزان وتوجد أرضية لتقريب وجهات النظر والدخول في حوار مباشر يمني يمني.
ومن أجل وقف نزيف الدم اليمني ونحافظ على ما تبقى من ماء الوجه إن كان عد فينا مروة وذرة ضمير وأنتما إلى هذ الوطن الجريح والشعب المكلوم.؟
ارسال الخبر الى: