منبر الوعظ كجبهة ثانية مسؤولية الخطباء في مواجهة الضلال الحوثي

أعاد خطاب نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الفريق الركن طارق صالح، خلال اللقاء التشاوري للسلطة المحلية ومكاتب الأوقاف في محافظتي تعز والحديدة، تسليط الضوء على أحد أهم الأسلحة في معركة اليمنيين ضد مشروع الحوثي، السلاح المعنوي والفكري المتمثل في الوعي.
فالكلمة، كما أشار في خطابه، لا تقل أهمية عن الرصاصة، لأن الحرب التي يخوضها اليمنيون ليست فقط كفاحًا مسلحًا في ميادين القتال، بل تأخذ وجهًا آخر عالي الأهمية والقيمة، يتصل بالوعي والهوية والمصير، ولا يمكن فصل ذلك أبدًا عن الدور الواقع على عاتق رجال الدين.
يستمد هذا الطرح أهميته من إدراك نائب رئيس مجلس القيادة لطبيعة المعركة القائمة؛ إذ يواجه اليمنيون مشروعًا عقائديًا يقوم على التزييف المذهبي والفكر العنصري والطبقي المدعوم من إيران، مما يجعل مواجهة هذا المشروع لا تتوقف فقط عند استخدام السلاح، وإنما أيضًا عبر تحصين المجتمع من الداخل، وإعادة الاعتبار لدور المنابر الدينية في تعزيز الانتماء الوطني والتوجيه الديني الصحيح، ومواجهة الأفكار الدخيلة التي تحاول المليشيا فرضها على الوعي الجمعي لليمنيين.
وفي سياق خطابه، أشار طارق صالح إلى العلاقة بين مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة، ككيانين إرهابيين يتقاطعان في الفكر والأهداف رغم ما يبدو من تناقض عقائدي بينهما، وهذا الربط يمثل قراءة واقعية لظاهرة التخادم بين طرفين يجمعهما هدف واحد (تقويض الدولة اليمنية).
لقد أثبتت الوقائع الميدانية أن الحوثيين وفروا ملاذات آمنة لعناصر القاعدة، وأطلقوا سراح بعضهم من السجون ومنحوا العتاد والسلاح والمال للتنظيم، مقابل خدمات ميدانية يحصلون عليها من القاعدة، أدى من خلالها التنظيم دورًا مكملًا للحوثيين في مناطق محررة عبر عمليات إرهابية تستهدف استقرارها، وكل ذلك برعاية إيرانية.
اللقاء التشاوري شدد على ضرورة ترشيد الخطاب الديني في المساجد ليكون منسجمًا مع المعركة الوطنية، ويركز على مواجهة الفكر الطائفي والمذهبي الذي تزرعه مليشيا الحوثي، فالمنبر الديني في اليمن لطالما كان وسيلة توعية وتوجيه، وهو اليوم بلا شك، أحد ميادين المواجهة الفكرية.
الملاحظ، أن مليشيا الحوثي الإرهابية تسعى، عبر ضخ دعائي ضخم وتمويلات واسعة، إلى إعادة تشكيل الهوية
ارسال الخبر الى: