صراع النفوذ بين أدوات التحالف في لحج بوادر انفجار عسكري على الساحل الجنوبي
لحج – المساء برس|
تعيش منطقة رأس العارة في محافظة لحج على صفيحٍ ساخن، وسط توتر متصاعد بين فصائل تابعة للتحالف السعودي الإماراتي، في مشهدٍ يعكس عمق الانقسام داخل معسكر أدوات الاحتلال وتنازع النفوذ بين الرياض وأبوظبي على السواحل اليمنية الحيوية.
فمنذ أيام، اندلعت خلافات حادة بين قوات “العمالقة” المدعومة إماراتيًا، وقوات “درع الوطن” الممولة سعوديًا، بعد نزاع على مهام تأمين الشريط الساحلي الممتد من خليج عدن حتى باب المندب، وتطورت تلك الخلافات إلى حشودٍ عسكرية متبادلة، ما يهدد بتحول المنطقة إلى ساحة مواجهة جديدة بين حلفاء الأمس.
وبحسب مصادر إعلامية، فقد دفعت قوات العمالقة بتعزيزات قتالية بقيادة حمدي شكري الصبيحي، إلى مناطق الساحل الغربي، بالتزامن مع تحركات مقابلة لقوات درع الوطن بقيادة بشير سيف المضربي، بعد ضبط الأخيرة شحنة أسلحة مهربة، اعتبرتها العمالقة تدخلاً في صلاحياتها ومحاولة للهيمنة على الخط الساحلي.
ويتزامن هذا التوتر مع إعلان خفر سواحل حكومة بن بريك عن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي إلى منفذ رأس العارة، تحملان معدات اتصالات متطورة وأجهزة شبكية صينية الصنع، في وقت سارعت السلطة المحلية لإغلاق المنفذ تنفيذًا لتوجيهات رئاسية، لكن مراقبين يرون أن هذه الإجراءات تخفي صراعًا أوسع بين جناحي التحالف حول السيطرة على المنافذ البحرية، التي باتت نقاط تنافس استراتيجي في لعبة النفوذ.
وبحسب مراقبين فإن تكرار مثل هذه المواجهات بين الفصائل الموالية للتحالف، يؤكد هشاشة الكيان الذي صنعته الرياض وأبوظبي جنوب اليمن، وأن التناقضات في المصالح قد تقود قريبًا إلى انهيار المنظومة العسكرية الممولة خارجيًا، إذ أن طرف يسعى لفرض قبضته على السواحل والثروات، فيما يبقى المواطن الجنوبي الضحية الدائمة لانفلات أمني وفوضى سياسية تغذيها أجندات الاحتلال.
ارسال الخبر الى: