كم من الناس هذه الايام يحفظ الجميل

43 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

يمنات

غسان امين

فوجئت باتصال وشخص يطلب اللقاء واتاني شيخ يبلغ من العمر حوالي ٨٤ سنه من محافظه الضالع وصل من هناك خصيصا ليزور قبر الوالد لقرأه الفاتحة ولتقديم واجب العزاء وكم تألم عندما علم بان الوالد دفن في مسقط راسه في الاعبوس وصمم ان يتحرك فورا الى هناك لولا الحاحي انا وحفيده ان الطريق طويل عليه واقتناعه بعد ساعه من النقاش وبعدها حكى لي قصته مع الوالد رحمة الله عليه.

قال انه تم اعتقاله في الثمانينات وظل معتقل لمده ٩ اشهر بتهمة التخابر مع الجنوب

قال كنت موقن اني سأموت في المعتقل لعدم معرفة اهلي باعتقالي وكنت قد ودعتهم باني ذاهب لاغترب في السعودية عبر الشمال بالاضافة للتعذيب اثناء التحقيقات الى ان تم اعتقال والدك والذي كان في زنزانتي وتعرف على قصتي وتم اطلاقه بعد شهرين وفوجئت بعد ايام من اطلاقه بعودته لزيارتي والتي منعوه منها فبعث مع الحارس بملابس لي ومصروف وقات وغداء.

وبعدها ظل لاشهر يراجع ويتوسط ويتصل بكل من يعرف الى ان استدعوني الى مكتب وكيل الجهاز دخلت ووجدت والدك حاضر وقد استخرح امر اطلاقي ومعها ضمانة تجارية من شركته واخذني الى منزله وكنت اريد ان اعود للضالع لكن اصر ان اظل لديه بضع ايام ارتاح فيها.

في يوم سفري فوجئت بوالدك يعطيني شنطه سفر فيها ملابس لي وهدايا لاولادي وزوجتي حتى لادخل على اولادي خالي اليدين واعطاني مبلغ من المال في ظرف مغلق واوصلني الى الفرزة.

ونحن في الطريق تذكرت الضمانة التجارية وقلت له اخي امين كيف اسافر والضمانه حقك بايعتقلوك ابتسم وقال لي مايهمك باتتحل الامور انت سافر وانا باتصرف.

وسافرت ولم يغب موقف ابوك ولا ذكره عني وضللت احكيه لاولادي واحفادي ليحفظو جميل ابوك اذا لم ارده لكن الموت سبقني واجهش في بكاء شديد وكم المتني تلك الدموع.

فقد كانت دموع الوفاء للجميل (وكم من الناس هذه الايام يحفظ الجميل) لله دره.

اصريت عليه ان يكون ضيفي لكن لضروف خاصة اصر على ان

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمنات لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح