المونة المنزلية في حلب فرصة عمل موسمية لفاقدات المعيل

20 مشاهدة

في أحياء مدينة حلب وريفها، شمالي سورية، تعود رائحة المونة لتملأ الأزقة مع اقتراب موسم الشتاء، حيث تنشغل نساء كثيرات بتحضير المؤن المنزلية التقليدية مثل المربيات والمخللات ودبس البندورة والفليفلة المجففة والمكدوس. لكن هذه العادة التي ارتبطت بالذاكرة الاجتماعية باتت في السنوات الأخيرة تتحول إلى فرصة عمل موسمية للنساء اللواتي فقدن المعيل، في ظل الغلاء والظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المنطقة.

وفي هذا السياق، تقول حميدة العمر، وهي أرملة في الأربعينيات من العمر تقيم في حي الشعار، إنها باتت تعتمد على تجهيز المؤن وبيعها للجيران والمعارف وسط قلة مصادر الدخل. وتشير في حديثها لـالعربي الجديد، إلى أنها وجدت في هذا العمل وسيلة لتأمين مصدر دخل ولو بسيطا يقي أسرتها من الحاجة، فهي تصنع دبس البندورة وقديد الباذنجان والمربيات بكميات محدودة، وتبيعها حسب الطلب.

وتوضح حميدة أن العمل مرهق ويحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية وتكاليف الغاز، لكن الحاجة دفعتها للاستمرار فيه. وتبين أن دخلها الشهري يتراوح بين 200 و400 دولار، يختلف بحسب الموسم والإقبال، إلا أنه غالباً ما يغطي أساسيات الحياة من طعام ولباس ورسوم مدرسية لأولادها الثلاثة، من دون أن تضطر لطلب المساعدة من أحد.

وتشير إلى أن كثيراً من نساء حي الشعار يعملن في المجال نفسه، لا سيما الأرامل أو زوجات المفقودين، إذ لا تتوفر أمامهن فرص عمل بديلة في سوق العمل التقليدية. وتقول إن هذا النشاط الموسمي بات يشكل شبكة تضامن غير معلنة بين النساء، حيث تتعاون بعضهن في شراء البندورة أو الفليفلة بكميات كبيرة لتخفيض الكلفة، أو يتقاسمن العمل في تحضير المونة وتوزيع الأرباح فيما بينهن. وترى أن المونة لم تعد مجرد عادة اجتماعية مرتبطة بالماضي، بل تحولت إلى مورد أساسي لمئات العائلات في المدينة، وأن استمرارها في هذا العمل هو ما يمنحها القدرة على إعالة أسرتها والشعور بالاستقلالية والكرامة.

من جهتها، توضح سمر خليل لـالعربي الجديد، التي تقيم مع عائلتها في حي الحمدانية، أن الطلب على المونة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح