الموقف الأميركي من العدوان على قطر دبلوماسية الخداع
ليست المرة الأولى منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي تمارس فيها الولايات المتحدة الخداع دعماً لدولة الاحتلال لاستكمال عدوانها وتسهيل مهمة بنيامين نتنياهو وحكومته، لكسر الكثير مما كان يُمكن وصفه قبل الحرب بـالخطوط الحمراء في الصراع بالشرق الأوسط. حصل ذلك، منذ اليوم الأول للحرب، قبل أن يتضح أن العدوان المتواصل يهدف هذه المرة إلى محاولة استعادة الردع الأميركي الغربي بعد هجوم حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة، ولكن عن طريق إنهاء المهمة دفعة واحدة، وتغيير وجه الشرق الأوسط بما لا يسمح من وجهة نظر أميركية – إسرائيلية، ببقاء خصومهما أقوياء، بل حتى إزاحتهم من المشهد كلّياً، وفرض الوصاية كاملة، من دون تقاسم مع أي طرف، على المنطقة. هذه المرة، قد تكون دبلوماسية الخداع الأميركية، ذهبت بعيداً، في السماح لإسرائيل باستهداف دولة قطر مع ما يعنيه ذلك لجهة العلاقة مع الحلفاء في المنطقة، ومع مفهوم الدبلوماسية الأميركية بحدّ ذاتها في خضم هذه الحرب.
لم يحظ تهديد رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، ببدء استهداف قادة حماس في الخارج، بأي ردّ أو تحذير أو تعليق علني من قبل إدارة ترامب
إطاحة قواعد الصراع
وما حصل أمس الثلاثاء، من عدوان إسرائيلي على قطر، الدولة الحليفة للولايات المتحدة، والوسيطة منذ اليوم الأول للحرب من أجل وقفها، بذريعة استهداف قادة حركة حماس المجتمعين في الدوحة، لمناقشة أفكار أميركية لوقف النار، لا يخرج عن هذا الإطار، إنما يصبّ في خانة استمرار كسر الخطوط الحمراء في مواصلة الإبادة وفرض الشروط بالقوة. إلا أن استهداف قطر بما تمثله لكونها دولة وسيطة نجحت دبلوماسيتها في فتح آفاق سلام بالعديد من القضايا، ومنها تلك التي ساهمت بشكل أو بآخر في الدفع بالمصالح الأميركية الاستراتيجية قدماً، كحال أفغانستان على سبيل المثال، وبوصف قطر دولة مساهمة في الاستقرار الدولي، وحليفاً رئيسياً للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ولكونها دولة عربية منضوية في مجلس التعاون الخليجي، ومحورية في إمدادات الطاقة العالمية، يطرح تساؤلات عدة، ليس
ارسال الخبر الى: