الموسيقى والعقل من أناشيد الحب إلى أغاني الثورة
تُرافِق الموسيقى الإنسان منذ مرحلته الجنينية، كما تترك آثاراً عميقة على نموّه النفسي والعقلي بطرق لا تزال غير مفهومة تماماً. هذا الارتباط يفتح الباب أمام أسئلة عديدة حول أصل حاجتنا للموسيقى، وتأثيرها على الصحة العقلية، وكيفية تفاعل الدماغ مع أنماطها المختلفة، وأسباب تفوّق بعض الأطفال موسيقياً، وهو ما يدفع العلماء إلى محاولة كشف أسرار هذه اللغة العالمية.
انطلاقاً من هذه التساؤلات، يقدّم الباحث والملحن الكندي ميشيل روشون في كتابه الموسيقى والعقل، الصادر حديثاً عن دار العربي في القاهرة بترجمة أماني مصطفى، رحلة فكرية وعلمية في عالم الموسيقى مستعرضاً أحدث ما توصّلت إليه الأبحاث العلمية في فهم تأثير الألحان والإيقاعات على الدماغ البشري، ومفسّراً الروابط الخفية بين التجربة الموسيقية وتطور الإدراك الإنساني.
أصل الموسيقى وعلاقتها بالكون
يتناول الكتاب (صدر بالفرنسية أولاً عام 2018) أصل الموسيقى وعلاقتها بالكون وتأثيرها على الحضارة الإنسانية، لافتاً إلى أننا في حياتنا اليومية قد نتعامل معها باعتبارها سلعة استهلاكية نأخذ وجودها بوصفه أمراً مسلّماً به، رغم أننا جميعاً تقريباً مدمنون على هذا المخدّر الخفيف الذي يسكر الحواس. وإذا كانت موسيقى البشر ليست سوى موجات صوتية منظمة تنتقل في الهواء، يطرح المؤلف سؤالاً كونياً مشروعاً: هل يمكن للموسيقى أن توجد في مكان آخر غير الأرض؟
يتساءل المؤلف فيما لو يمكن للموسيقى أن توجد في مكان آخر غير الأرض؟
ويستعرض المؤلف فرضيات علماء الآثار والأنثروبولوجيا التي ترى في الموسيقى أداة ثقافية استخدمها البشر الأوائل لتعزيز الروابط الاجتماعية وصنع التاريخ أحياناً. غير أن ما يشغل علماء الأعصاب اليوم هو محاولة إثبات وجود ما يُسمّى بـالدماغ الموسيقي عبر تقنيات التصوير الوظيفي، حيث تبيّن أن الأمر لا يتعلق بعضو منفصل، بل بشبكة من المناطق الدماغية التي تتفاعل مع الألحان، وتفكك بنيتها الإيقاعية والتناغمية، وتستجيب للمشاعر التي تثيرها، لنُدركها في النهاية كلّاً متكاملاً.
/> فنون التحديثات الحيةزياد الرحباني في أرض المستحيل.. فسحة المسرح من أجل الموسيقى
يروي المؤلف كيف قادته أسئلته عن تأثير الموسيقى على الدماغ إلى لقاء مع اختصاصية علم النفس
ارسال الخبر الى: