المعركة بلا حلفاء طهران تواجه إسرائيل والحوثي آخر أوراقها

تهامة 24 – ترجمة خاصة
رغم اشتداد التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل مؤخرًا، بدا لافتًا تواري أبرز وكلاء طهران الإقليميين عن المواجهة، وعلى رأسهم “حزب الله” اللبناني وميليشيات “الحشد الشعبي” في العراق، في وقت تصدّرت فيه ميليشيا الحوثي في اليمن المشهد، باعتبارها الطرف الوحيد الذي يواصل العمل الميداني نيابة عن طهران.
هذه المستجدات تطرح تساؤلات عن مدى تماسك “محور المقاومة” الذي لطالما استخدمته إيران كمنصة للرد غير المباشر على خصومها، خصوصًا إسرائيل، وتكشف عن تحوّلات في أولويات ووضعية حلفاء طهران، الذين بات بعضهم أكثر انشغالًا بحساباتهم الداخلية من الانخراط في حروبها الإقليمية.
حزب الله… صمت ما بعد الضربة
لطالما اعتُبر حزب الله، الذي أسسته إيران مطلع الثمانينيات، رأس الحربة في أي مواجهة محتملة مع إسرائيل. فالحزب راكم ترسانة ضخمة من الصواريخ وقاد مواجهات تاريخية مع الجيش الإسرائيلي، وارتبط اسمه منذ عقدين بعبارة “الردع الإيراني من الجنوب”.
لكن منذ الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف ضباطًا إيرانيين بارزين، التزم الحزب الصمت الميداني، مكتفيًا بإصدار بيانات التعزية والتنديد، دون أن يلوّح برد عسكري.
ويرى مراقبون أن الخسائر التي لحقت بالحزب منذ بدء التصعيد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، من اغتيالات نوعية لقادته وتدمير لمخازن أسلحته، جعلته أكثر حذرًا. فضلًا عن انهيار مسارات الدعم اللوجستي القادمة من سوريا بعد التطورات الأخيرة هناك، الأمر الذي وصفه المحلل العسكري أندرياس كريغ من “كينغز كوليدج” بأنه “شلل استراتيجي وانقطاع في العمق الإيراني”.
الميليشيات العراقية… الولاء يتراجع أمام مكاسب الدولة
أما في العراق، فقد بدت الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في موقف دفاعي، رغم احتجاجها على استخدام المجال الجوي العراقي في الهجوم الإسرائيلي. فبيانات “كتائب حزب الله” اتسمت بالتصعيد الخطابي، دون أن تترافق مع أي تحرك عسكري.
ويرى باحثون أن تلك الميليشيات أصبحت اليوم جزءًا من منظومة الحكم، ما يدفعها إلى تجنّب المغامرة بمكتسباتها السياسية والاقتصادية. ويقول الباحث ريناد منصور من مركز “تشاتام هاوس”: “الميليشيات مرتبطة اليوم بالدولة، والأوضاع في العراق جيدة بالنسبة لها… هم لا يريدون أن يجرّوا
ارسال الخبر الى: