المشاط آخر الأمراء العبيد

ظهر مهدي المشاط رئيس ما يسمى بـ المجلس السياسي الأعلى الخاص بمليشيا الحوثي، خطيباً لصلاة الجمعة في جامع الإمام الهادي بمدينة صعدة، وفي الخطبة يفاخر الرجل بأنه تابع لقيادة قال إنها الأفضل على وجه المعمورة.
نسي المشاط أنهم يسمونه في وسائل إعلامهم فخامة الرئيس مهدي المشاط، ويسمونه رئيس الجمهورية، واعترف - وليست المرة الأولى- أنه تابع لا متبوع، مرؤوس لا رئيس، مملوك لا مالك.
هو لا يخجل من كونه كذلك، ولا أحد يريده أن يخجل.
إن اعترافاً كهذا يوضح الواضح وهو أن الإمامة الجديدة عبثاً تحاول التخفي خلف قشة اسمها المشاط.
في الحقيقة، كان الأمر سيكون مختلفاً بعض الشيء ومُربكاً للباحث والمؤرخ لو أن الإمامة عادت مثلاً كهيئة دينية خاضعة لسلطة الدولة.
أما وقد عادت كسلطة فوق سلطة الدولة، وهذه الأخيرة تابعة لها، حتى وإن تغيَّر المُسمَّى واللقب، فإن التعرف عليها كـإمامة لا يتطلب أدنى جُهد.
ما هي الإمامة أصلاً -بمفهومها التاريخي الزيدي- إن لم تكن سلطة دينية وسياسية أعلى وأشمل من الدولة، حيث الدولة أشبه بهيئة تابعة متفرعة من سُلطان الإمام!
وإذا كان الحال هكذا، فلا فرق بين أن تُسمِّي صاحب السلطة التابعة المفوَّضة من طرف مقام الإمام الولي العَلَم- رئيس جمهورية أو أن تسميه رئيس المجلس السياسي أو الأمير المملوك، إذ كان بعض الأئمة الزيديين القاسميين يستعملون عبيداً وأرقاء كأمراء يمنحونهم مناصب وألقاب يمارسون بموجبها نفوذاً كبيراً باسم الإمام، وكان هؤلاء المكلَّفون يعتنقون مذهب سادتهم ويتعصبون له ويغالون في التعصب، واشتهر منهم الأمير فرحان عبدالله والأمير الماس والأمير جوهر والأمير فيروز و…الخ!
ولا فرق حتى لو خلعتَ على صاحب السلطة التابعة لقب ملك، وهو لقب منحه الإمام عبدالله بن حمزة بالفعل لقادة ميدانيين وأمراء انشقوا لدوافع شخصية من صفوف الأيوبيين وانضموا إلى صفه، وكثيرٌ منهم مماليك وعبيد؛ واشتهر منهم سيف الإسلام حكو وسُنقر وشمس الخواص والزنجبيلي وياقوت والقائد هيلدري بن أحمد المرواني، وهذا الأخير خلع عليه الإمام ابن حمزة لقب الملك المسعود.
وكذلك الحال مع الفاطميين الإسماعيليين في
ارسال الخبر الى: