المدينة التي لن تركع ٢ مأرب من جبهة مقاومة إلى نموذج دولة محمد اليوسفي
53 مشاهدة
في الجزء الأول تحدثنا عن مأرب بوصفها المدينة التي لن تركع تحية لصمودها أمام الهجمات الحوثية التي حاولت إسقاطها عسكريا واسقاط دورها التاريخي مع الدولة والجمهورية واليوم نعود للحديث عنها من زاوية أخرى كيف استطاعت مأرب أن تتحول من جبهة عسكرية مقاوم إلى نموذج يعبر عن فكرة الدولة في وقت الانقسام والتحديات ففي الوقت الذي عانت فيه كثير من المناطق المحررة من تعثر المؤسسات وضعف الإدارة ظهرت مأرب كنموذج مختلف حيث استطاعت أن تحافظ على درجة من الاستقرار والفعالية في مؤسساتها لم يقتصر تميز مأرب على صمودها في وجه المليشيات بل في حفاظها على دور الدولة ومؤسساتها واستمرارها في تقديم الخدمات رغم التحديات فقد حافظت على نسق إداري يعمل وسلطة محلية تسعى لخدمة المواطن رغم شح الموارد واتساع النزوح والهجوم الحوثي عليها وفي وقت صعب وقفت مأرب في الصف الجمهوري محافظة على مبادئ الدولة متمسكة بخيار الوحدة الوطنية بينما كانت التحديات تمزق الجغرافيا والسياسة في أكثر من اتجاه ولم تسع مأرب إلى التفرد أو بناء كيان خاص بها بل بقيت ضمن الإطار الوطني العام تتعامل مع مؤسسات الدولة كشريك لا كند مؤمنة أن قوتها تكمن في وجود دولة قوية وعادلة لا في سلطة منفردة هذا التماسك يعود إلى وعي أبنائها وتكاتف نخبتها وعلى رأسهم الشيخ سلطان العرادة نائب رئيس مجلس القيادة محافظ المحافظة الذي أدار المرحلة بحكمة وهدوء فكان أحد أبرز وجوه الدولة حين غابت كثير من معانيها وقد ظهرت مؤخرا صورة ناضجة لهذا الأداء حين استقبلت السلطة المحلية لجنة برلمانية زارت المحافظة وتعاملت معها بشفافية وثقة وقدمت تقاريرها وردت على الأسئلة بمسؤولية و في وقت تخشى فيه بعض المحافظات من النقد أو الرقابة كانت مأرب تؤكد أن الدولة لا تبنى بالشعارات بل بالانفتاح والمساءلة والعمل من أجل الناس لذلك فإن مأرب ليست فقط مدينة لم تركع بل محافظة قدمت نموذجا حقيقيا لفكرة الدولة وأثبتت أن المؤسسات يمكن أن تنجح حتى في أصعب الظروف عندما تكون هناك قيادة مخلصة ورؤية واضحة وإرادة جادة وفي النهاية تجربة مأرب ليست مفخرة لأبنائها فقط بل رسالة لكل اليمنيين أن بناء الدولة ممكن وأن اليمن يسع الجميع إذا توفرت النية وحضر الضمير