نص المحاضرة الرمضانية الخامسة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي 1446هـ

الثورة نت|
أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
الَّلهُمَّ اهْدِنَا، وَتَقَبَّل مِنَّا، إنَّكَ أنتَ السَّمِيعُ العَلِيم، وَتُبْ عَليَنَا، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمْ.
أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
في سياق الحديث عن قصة نبي الله وخليله ورسوله إبراهيم “عَلَيْهِ السَّلَام”، تحدثنا عن بداية مشواره في تبليغ الرسالة الإلهية، والدعوة إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وإلى الإيمان به وتوحيده، بدءاً من محيطه الأسري مع أبيه آزر، كما قال الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم، {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[الأنعام:74]، وَتَحَدَّثْنَا عَنْ هذين العنوانَيْنِ.
الإِشكالية الخطيرة الكبيرة في واقع المجتمع البشري، في حالة الانحراف عن نهج الله ورسالته ودينه، التي شملت الواقع بكله، مخالفات وانحرافات في الجانب القيمي، والأخلاقي، والسلوكي، والمعاملات، وصولاً إلى الانحراف الكبير جدًّا بالشرك بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، مع أن البشر كانوا على الدوام مُقرِّين بالله، وأنه الخالق، والرازق، والمدبر لشؤون السماوات والأرض؛ لكن هناك الكثير من المجتمعات، بالرغم مما فيها من قادة، ومفكرين، وفلاسفة… وغير ذلك، وأمم لها حضارات كبرى على المستوى العمراني في الحياة، ولكن حضارةٌ جوفاء، قامت على أساس الظلم والطغيان، وعلى أساس الكفر والشرك، لم تستفد لا من ما تمتلكه من مقومات مادية؛ لأنها ليست كافية في أن تكون مهتدية، وقد انحرفت عن خط الرسالة الإلهية، وعن الهداة من عباد الله، عن الرسل، والأنبياء، وورثة كتب الله؛ ولــذلك حصلت هذه الظاهرة على نحوٍ واسع: ظاهرة الشرك بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، واعتقاد الألوهية لكائنات مخلوقة، خاضعة لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، منها من الجمادات، مثل: مسألة الأصنام، وكذلك منها كائنات
ارسال الخبر الى: