اللائحة الموحدة اليسار الدنماركي يجعل فلسطين ضمن حملته الانتخابية
٦٥ مشاهدة
تتنافس الأحزاب الدنماركية من مختلف التيارات السياسية على 15 مقعدا مخصصة لبلدها في انتخابات البرلمان الأوروبي غدا الخميس ويبرز في معسكر اليسار الدنماركي حزب أنهيدسليستن اللائحة الموحدة فانسجاما مع مواقفه التاريخية ذهب هذا الحزب إلى جعل قضية فلسطين أحد أهم عناوين حملته الانتخابية ويقدم الحزب أحد أبرز مؤسسيه ومرشحيه بيير كلاوسن مرفقا بالعلم الفلسطيني والتعهد بأن يجري بالاتفاق مع كتلة اليسار والخضر في البرلمان الأوروبي القادم طرح الاعتراف بدولة فلسطين وبحدودها دولة مستقلة محتلة أراضيها إلى جانب طرحه ضرورة اعتراف كوبنهاغن بذلك مثلما فعلت الجارة النرويج وقبلها السويد موقف اللائحة الموحدة ليس جديدا على مستوى تأييد النضال الفلسطيني وحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال لكنه وضعها على أجندة ترشح الحزب إلى برلمان أوروبا يحمل رمزية خاصة هذه المرة على مستوى داخلي وأوروبي فمنذ أن تأسس الحزب اليساري في 1989 على أعتاب انهيار جدار برلين مشكلا ما يشبه جبهة يسارية انضم إليها أعضاء الحزب الشيوعي وحزب اليسار الاشتراكي الذي حل نفسه أواخر الثمانينيات وهو يطرح تأييده للقضية الفلسطينية وبتأثير شخصيات كانت تحسب على اليسار الثوري الأوروبي ومنذ دخوله الأول إلى برلمان بلده في العام 1994 لم يتوقف الحزب عن طرح مشترك مع حزب الشعب الاشتراكي ولاحقا يسار الوسط في راديكال فينسترا حول ضرورة اعتراف الدنمارك بدولة فلسطين وبقي الطرح قائما حتى بعد اعتراف السويد بالدولة الفلسطينية فمارست تلك الأحزاب المزيد من الضغوط التي أثمرت عن رفع التمثيل الدبلوماسي لفلسطين حيث لم يحقق مطلب الاعتراف الرسمي أغلبية برلمانية رغم وجود أكثر من مبادرة شعبية وقع من خلالها عشرات الآلاف على عريضة تدعو البرلمان في كوبنهاغن لمناقشة الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة وتسمى المبادرة الشعبية بعد توقيع 50 ألف مواطن لفرض مناقشة القضية المطروحة ومنذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي برز اللائحة الموحدة والشعب الاشتراكي كأكثر حزبين لم يحيدا عن دعم الحقوق الفلسطينية دون الانقياد وراء السردية الصهيونية وطرح الحزب في كل الحروب الماضية على غزة ضرورة مناقشة البرلمان خاصة في 2014 ملاحقة الدنماركيين الذين يلتحقون بجيش الاحتلال سواء بالتجنيد أو كمرتزقة مثلما جرت ملاحقة من ذهب للقتال في سورية ويلعب الجيل الشاب في صفوفه وخصوصا منظمته الشبابية الشباب الاشتراكي دورا كبيرا في الفعاليات الداعية لمقاطعة دولة الاحتلال عسكريا وخاصة في فعاليات محاصرة مصنع تيرما العسكري في آرهوس وكوبنهاغن والذي يصدر معدات تستخدم في طائرات أف 35 في قصف غزة كذلك تبرز في صفوف اللائحة الموحدة شخصيات قيادية لم تغير مواقفها المساندة للحقوق الفلسطينية مثل مرشحها الأبرز كلاوسن وأعضاء قيادة الحزب مثل سورن سونداغورد وكريستيان يول ويهنا شميدت نيلسن وعضو البرلمان الأوروبي نيكولاي فيلومسن المغادر لمقعده بعدما بقي فيه منذ 2019 وهانس يروغن فاد وجون غراوسغورد وغيرهم الكثيرون من جيل الشباب المؤيدين للقضية الفلسطينية بصورة مبدئية يتوقع لحزب اللائحة الموحدة تحقيق نتيجة جيدة في انتخابات البرلمان الأوروبي الأحد القادم وفي العادة يحصل الحزب على الكثير من أصوات الفلسطينيين الدنماركيين وباقي الجاليات التي تراه الحزب الأكثر تمثيلا لمصالحها وخصوصا على مستوى عمله الدؤوب لمكافحة العنصرية والتمييز والمطالبة بتكافؤ الفرص وفرض المساواة أضف إلى ذلك أن تحول العلم الفلسطيني إلى جزء من الحملة الانتخابية سيجذب لهذا الحزب آلاف الأصوات العربية والفلسطينية هذه المرة ومن الجدير ذكره أن حزب اللائحة الموحدة لديه اليوم تسعة برلمانيين وخسر أربعة في 2022 شكل أرضية برلمانية لحكومة رئيسة وزراء يسار الوسط الأسبق هيلي تورنينغ شميت بين 2011 و2015 كما شكل أرضية برلمانية لرئيسة الحكومة الحالية ميتا فريدركسن بعد انتخابات 2019 إلى أن اختارت التحالف بعد انتخابات 2022 مع يمين الوسط