ثلاث سنوات من عمر مجلس القيادة الرئاسي إخفاقات متراكمة واحتقان شعبي متصاعد

عدن ٢٤ – تقرير – فاطمة اليزيدي:

بعد ثلاث سنوات من تشكيله… ما الذي قدمه مجلس القيادة الرئاسي؟
رسالة واضحة من الجنوب: لم نعد نحتمل وعودًا جوفاء والتزاماتٍ بلا مضمون.
قضية الجنوب ليست شعارًا سياسيًا، بل تجسيدًا لتضحيات شعب ينشد العدالة والكرامة والحرية.
رغم العقبات، الجنوب ماضٍ بثقة نحو الاستقلال، استحقاق لا رجعة فيه.
في الذكرى الثالثة لتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، تتعاظم خيبة الأمل لدى الشارع اليمني، الذي كان قد وضع آمالاً عريضة على هذا المجلس باعتباره بوابة للخروج من الأزمة، والانطلاق نحو تسوية سياسية تنهي الحرب وتعيد مؤسسات الدولة. غير أن الواقع يروي قصة مختلفة تمامًا، تتسم بغياب الفاعلية، تفاقم الأزمات، وانكشاف ضعف السلطة في إدارة ملفات الدولة.

مشروع دولة معطّل… وسلطة منقسمة

منذ إعلان المجلس الرئاسي، لم يتمكن من توحيد الأجهزة الأمنية والعسكرية، أو بسط نفوذ الدولة في العاصمة المؤقتة عدن، ناهيك عن باقي المناطق المحررة. وعلى الصعيد الاقتصادي، انزلق المجلس في دوامة من التنازلات والسياسات المرتبكة، ما أدى إلى تدهور حاد في الوضع المعيشي وغياب أي خطة اقتصادية أو سياسية واضحة.
الانتقادات الموجهة للمجلس تضاعفت خلال العام الأخير، مع اتهامات بتعطيل مؤسسة الرئاسة وتحويلها إلى كيان هلامي يتنازع أعضاؤه الصلاحيات، وسط تدخلات إقليمية متزايدة أعاقت اتخاذ القرار الوطني.

سيادة متهالكة وانقسام متجذر

في ظل استمرار الانقسام الجيوسياسي وتعدد مراكز القوى، أصبح اليمن رهينة لتجاذبات إقليمية تُضعف فرصه في استعادة سيادته. محللون يرون أن البلاد تقف اليوم أمام منعطف خطير، قد يُكرّس واقع التشظي والانقسام، ويؤسس لفشل الدولة في المستقبل المنظور.

العليمي.. لماذا الإصرار رغم الفشل؟

الجدل يزداد حول بقاء الدكتور رشاد العليمي على رأس المجلس الرئاسي رغم الإخفاقات المتراكمة. سياسيون يمنيون من مختلف التوجهات يطرحون تساؤلات حول دوافع الإصرار الإقليمي على استمرار هذا المسار، رغم غياب الرؤية وتدهور الأوضاع على الأرض.
يرى هؤلاء أن المجلس لم يُظهر حتى اليوم أي مقاربة جدية أو خطة متماسكة للتعامل مع جماعة الحوثي، لا في الميدان العسكري ولا في المضمار السياسي،