متابعات..|

كشفت عن أزمة داخلية عميقة تضرب جيش الاحتلال الإسرائيلي، مع تزايد أعداد العسكريين الذين يسعَون إلى ترك الخدمة أَو الحصول على تقاعد مبكر، في ظاهرة وصفتها بأنها “الأخطر منذ سنوات طويلة”.

وذكرت القناة في تقريرها أن جيش الاحتلال يواجهُ واحدةً من أكبر أزماته التنظيمية والمعنوية منذ تأسيسه؛ إذ قدّم آلاف العسكريين الدائمين من مختلف الرتب طلبات رسمية للتسريح الفوري، مؤكّـدين عدم رغبتهم في مواصلة الخدمة العسكرية بعد أكثر من عامين من الحرب المُستمرّة على غزة.

وأرجعت القناة أسباب هذه الظاهرة إلى الاستنزاف الميداني الطويل، وظروف الخدمة الصعبة، وطول فترات الانتشار في الجبهات، إلى جانب الخلافات السياسية الداخلية التي أثرت على وحدة المؤسّسة العسكرية، إضافة إلى الجدل حول التعيينات القيادية الأخيرة داخل الجيش.

وأشَارَت القناة إلى أن رئيس الأركان إيال زامير يتابع الأزمة شخصيًّا، معتبرًا إياها تهديدًا مباشرًا لجاهزية الجيش واستقراره، فيما تعمل هيئة الأركان على إعداد خطة شاملة لتحسين أوضاع العسكريين، تشمل حوافز مالية وتوسيع الامتيَازات الاجتماعية.

وفي خطوة تعكس عمق القلق داخل المؤسّسة العسكرية، صادقت حكومة بنيامين نتنياهو على حزمة دعم مالية ضخمة بقيمة 3.25 مليار شيكل (نحو مليار دولار) لصالح الجنود الدائمين، تتضمن مساعدات في مجالات السكن والتعليم والرعاية الأسرية. وقال نتنياهو إن القرار يهدف إلى “تعزيز الدعم المادي والمعنوي للعسكريين الذين تحملوا عبء الحرب الطويلة على غزة”.

ويرى محللون إسرائيليون أن هذه الأزمة تمثل تحديًا استراتيجيًّا خطيرًا للجيش، في ظل تصاعد التوتر على جبهات غزة ولبنان والضفة الغربية، محذرين من أن انخفاض الروح المعنوية والرغبة في البقاء داخل الخدمة يهدّدان قدرة الجيش على إدارة حرب طويلة الأمد.

كما كانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد حذّرت مؤخّراً من أن استمرار الاستنزاف في غزة قد يؤدي إلى “سحق الجنود وانهيار الجبهة الداخلية”، منتقدة استمرار إعفاء آلاف المتدينين من الخدمة العسكرية، فيما أشار تقرير إيطالي إلى تفاقم الأزمات النفسية والانتحار بين الجنود الإسرائيليين العائدين من الحرب، في ظل “تجاهل رسمي مقلق” لهذه الظاهرة.

المصدر: