إذا كان الفقيه دليل قوم
٤٧ مشاهدة
نعرف جميعاً أن تدمير مبنى مشيد طبقاً لأحدث النظم المعمارية لا يتطلب أكثر من ضربة معول قوية لينهار بالكامل على رؤوس ساكنيه، ويتكرر نفس الأمر بالنسبة للمجتمعات، فالتحريض المستمر لأفراد المجتمع واستثارة مشاعرهم بمعسول الكلام وتأليبهم من خلال الخطب الرنانة ضد ولاة الأمر يؤدي -دون جدال- لانهيار المجتمعات وتفكك أوصالها، والهدف غير المعلن الذي يجمع بين كافة تلك الجراثيم البشرية هو تشويه الأنظمة الحاكمة أمام شعوبها، وبسقوطها تنهار بقية مؤسسات الدولة وتدخل في حالة فراغ أمني وسياسي، تمهيداً لإصابتها بكافة الآفات المزمنة والتي لا تتوقف عند حد الحرب الأهلية، فالوطن سيتحول وقتها بين عشية وضحاها إلى حلبة لتنافس القوى الأجنبية تنتهي بتمزقها.
تلجأ تلك الجراثيم المشبوهة لارتداء عباءة المصلحين ليتمكنوا من تشويه صورة الدولة، وقد نجد البعض منهم وقد ارتدى عباءة الدين وقام باستخدام منهج التكفير التقليدي، ونظراً لأن المجتمعات المسلمة هي مجتمعات متدينة بطبعها، فإن مدخل التأليب الفكري قد يؤثر على من لا يجيد قراءة ما بين السطور، ممن يسهل توجيههم بسهولة والتحكم في سلوكياتهم لحثهم على رفض القرارات التي تتخذها الدولة للصالح العام.
كثيرة هي الشعارات التي يختبئ خلفها هؤلاء المرجفون ويتخذونها جسراً لتحقيق أهدافهم غير المشروعة، كالدين حيناً والحريات الشخصية وحقوق الإنسان أحياناً أخرى، ومما لا شك فيه أن المملكة منذ تأسيسها وهي هدف لتجّار الفتنة، غير أن الفترة الحالية تشهد نشاطاً متزايداً لهؤلاء المضللين بسبب العديد من الإصلاحات
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على