الغلاء يفرض اقتصاد المناسبات في سورية

32 مشاهدة

لم يعد الفرح في سورية كما كان، ولم تعد الأحزان تقام كما اعتادت العائلات لعقود. فموجات الغلاء التي اجتاحت البلاد غيرت ملامح المناسبات الاجتماعية، من حفلات الزفاف التي تقلصت إلى قاعات صغيرة وديكور متواضع، إلى مراسم العزاء التي انكمشت ليوم واحد فقط، وسط ضغط معيشي يفرض على السوريين إعادة تعريف طقوسهم بين الفرح والحزن.

في أحد أحياء دمشق، يقف فراس القباقيبي أمام قاعة أفراح صغيرة استأجرها لإقامة حفل زفاف شقيقته. لم تكن هذه الخطة الأولى للعائلة، فالحلم كان بحفل كبير في صالة فاخرة، كما جرت العادة في السابق، لكن الغلاء غير كل شيء. يروي الأربعيني لـالعربي الجديد أن أجرة القاعة وحدها اليوم تعادل رواتب سنة كاملة، في حين كان نفس المبلغ يغطيه راتب شهر واحد فقط قبل سنوات قليلة. وبسبب ذلك، اضطروا إلى تقليص قائمة المدعوين والتخلي عن معظم الطقوس، حتى الملابس والديكور لم تعد ضمن الميزانية.

هبة الطويل، عروس تزوجت مؤخراً في ريف دمشق، تقول لـالعربي الجديد إن حفلها اختصر ليوم واحد فقط، بعد أن اضطرت للاستغناء عن الفرق الموسيقية والاكتفاء بموسيقى تسجيلية. وتؤكد أن الأهم هو الزواج نفسه، لا المظاهر التي لم تعد تعني الكثير في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية. وقبل الحرب، كانت الأعراس في سورية مناسبات ضخمة تبدأ بسهرة الحناء وموكب السيارات المزينة، وحفل فاخر مع مطربين وضيافة تكلف آلاف الليرات للشخص الواحد. اليوم، تحولت هذه الطقوس إلى قاعات صغيرة أو حدائق المنازل، بينما تقتصر القوائم على الحد الأدنى من الطعام، وأصبح التصوير الاحترافي رفاهية نادرة.

/> اقتصاد عربي التحديثات الحية

عودة الحياة إلى تجارة العراق وسورية عبر منفذ الوليد

تقول سعاد جبري، صاحبة صالة أفراح بدمشق، إن صالاتها كانت ممتلئة طوال الصيف قبل خمس سنوات، أما اليوم فأكثرهم يطلبون قاعات صغيرة أو حتى يقيمون حفلات في المنازل. وتضيف: الزينة تقتصر على أبسط الأشياء، وأحياناً يضطر الزبائن لاستئجار الكراسي والطاولات من أماكن أخرى لتقليل التكاليف. أما يارا طرابيشي، منظمة حفلات، فتؤكد أن الأزمة الاقتصادية قلّصت عملها،

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح