جحيم العرقوب حافلة الموت تلتهم 34 يمنيا وسط غياب تام للسلطات في أبين

في حادثٍ مأساويٍ جديدٍ يفضح تردي البنية التحتية وغياب الخدمات الأساسية في المناطق الخاضعة لسلطة مرتزقة تحالف العدوان، شهدت محافظة أبين جنوبي اليمن فجر الأربعاء كارثة إنسانية مروعة بعد احتراق حافلة نقل جماعي بشكلٍ كامل عقب اصطدامها بسيارة صغيرة في منطقة نقيل العرقوب الجبلية، ما أسفر عن مقتل 34 شخصاً على الأقل معظمهم من المغتربين اليمنيين العائدين إلى البلاد.
وأكدت مصادر طبية أن الحادث وقع في ساعةٍ مبكرة عندما اصطدمت حافلة تابعة لشركة “صقر الحجاز” بسيارة من نوع فوكسي، ما أدى إلى انفجارٍ عنيفٍ واشتعال المركبتين بالكامل. وذكرت أن فرق الإسعاف واجهت صعوبة في الوصول إلى موقع الحادث بسبب وعورة الطريق وتأخر الاستجابة الرسمية، مشيرةً إلى أنه تم نقل الجرحى أولاً إلى مستشفيات أبين قبل تحويلهم إلى عدن لتلقي العلاج.
وأفاد شهود عيان أن النيران التهمت الحافلة خلال دقائق وسط غيابٍ تامٍ لفرق الدفاع المدني، حيث استمر الحريق أكثر من أربع ساعات دون أن تصل أي طواقم إنقاذ، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا بشكل مأساوي.
وأثارت الحادثة موجة غضب واسعة في أوساط المواطنين والناشطين، الذين حمّلوا السلطة المحلية في أبين وحكومة بن بريك مسؤولية الإهمال والفوضى الإدارية التي تسببت في تفاقم الكارثة، مشيرين إلى أن غياب الرقابة على شركات النقل الجماعي وتهالك الطرق الجبلية يحصد أرواح اليمنيين بشكلٍ متكرر دون أي إجراءات حقيقية للحد من الحوادث.
كما فتحت الكارثة مجددًا ملف ضعف معايير الأمان والسلامة في حافلات النقل العام، وسط دعوات إلى محاسبة المتورطين في الإهمال ووضع حدٍ للفوضى التي تضرب قطاع النقل في المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سلطة التحالف.
وأجمع ناشطون على أن ما حدث في نقيل العرقوب ليس مجرد حادثٍ عرضيّ، بل نتيجة مباشرة لسياسات الإهمال والفساد التي جعلت من الطرق اليمنية مصائد موتٍ مفتوحةٍ في وجه المسافرين والمغتربين العائدين إلى وطنهم.
كارثة أبين، كما وصفها ناشطون، لم تكن حادث سيرٍ فحسب، بل جريمة إدارية وإنسانية تختصر حجم
ارسال الخبر الى: