من شبام إلى الضالع رايات أكتوبر تعانق سماء الجنوب وتجدد عهد الحرية
49 مشاهدة

4مايو/تقرير خاص-محمد الزبيري
في لحظة تاريخية فارقة، ومع الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، تعود الروح الوطنية لتنبض بقوة في كل شبر من أرض الجنوب. من قمم جبال الضالع الشامخة، إلى أزقة شبام حضرموت العريقة، ومن عدن الباسلة إلى سواحل المهرة وأبين وشبوة، يستعد الجنوبيون لتسطير ملحمة جديدة من الوفاء والانتماء.
هذه ليست مجرد احتفالات عابرة، بل هي استفتاء شعبي هادر، ورسالة سياسية مدوية للعالمين الإقليمي والدولي، مفادها أن شعب الجنوب، ورغم كل التحديات الجسيمة والظروف المعقدة التي تحيط به، ما زال متمسكًا بحلمه الأبدي: استعادة دولته المستقلة كاملة السيادة. الحشود التي تتأهب للخروج ليست أرقامًا تُحصى، بل هي لوحة وطنية متكاملة تُرسم بدماء الشهداء وعزيمة الأحياء، وتُجسد أسمى معاني التكاتف والتآزر ووحدة الصف خلف قيادة سياسية واحدة، ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه القائد عيدروس قاسم الزُبيدي.
*الضالع وشبام: شرارة الاحتفالات ورمزية المكان
لم يكن اختيار الضالع وشبام حضرموت كنقاط انطلاق محورية لهذه الاحتفالات الكبرى محض صدفة.
فكل مدينة تحمل في طياتها رمزية عميقة تضرب بجذورها في تاريخ النضال الجنوبي.
الضالع، بوابة الجنوب الشمالية وحصنه المنيع، التي قدمت قوافل من الشهداء على مر العقود دفاعًا عن الهوية والأرض، تقف اليوم لتؤكد أنها خط الدفاع الأول ليس فقط عسكريًا، بل وشعبيًا أيضًا.
إن احتفالاتها بذكرى أكتوبر هي تأكيد على أن الروح القتالية التي قهرت الميليشيات الحوثية وقبلها قوات الاحتلال اليمني، هي ذاتها الروح التي تتوق للحرية والاستقلال.
أما شبام حضرموت، مانهاتن الصحراء بتاريخها الثقافي والحضاري العظيم، فإن خروج أبنائها بهذه الكثافة يبعث برسالة واضحة بأن حضرموت، بكل ثقلها التاريخي والاقتصادي، هي قلب الجنوب النابض وضلع أساسي في مشروع الدولة الفيدرالية القادمة.
إن هذه الحشود في المدينتين، والتي ستتبعها حشود مماثلة في باقي المحافظات، هي بمثابة إعلان شعبي بأن الجنوب وحدة جغرافية وسياسية وثقافية غير قابلة للتجزئة أو المساومة.
*رسالة سياسية عابرة للحدود: لمن تُقرع أجراس أكتوبر؟
إن الحشود الجماهيرية التي شهدتها الضالع اليوم ليست مجرد تعبير عن
ارسال الخبر الى: