الصومال الاشتباكات تدمر المزارع وتفاقم خسائر الأسر الريفية
تواجه 300 أسرة نازحة أزمة إنسانية حادة في مخيمات تقع خارج مدينة مركة الساحلية بإقليم شبيلى السفلى، على بعد 93 كيلومتراً جنوب مقديشو، بعد فرارهم من منطقة أوطيغلي مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إثر اشتباكات بين القوات الحكومية الصومالية ومقاتلي حركة الشباب. تركت هذه الأسر منازلها ومزارعها من دون أن تتمكن من حمل ما يمسك رمقها، لتجد نفسها بلا طعام كاف، ولا مياه صالحة للشرب، ولا مأوى يحميها من المطر والحر والشمس.
حسن نور علي، البالغ من العمر 55 عاماً، وصل إلى المخيم مع زوجته وأطفاله السبعة بعد أن فقد كل ما يملك. يجلس اليوم تحت ظل أشجار جافة تحولت إلى سقف مؤقت فوق رؤوس أطفاله. يقول بصوت متعب: نعاني من الجوع والعطش. الأطفال يمرضون، ولا نملك سوى أكواخ من أغصان الأشجار. أحياناً نمضي 48 ساعة بلا طعام. ويتطلب الحصول على المياه الوقوف لساعات في طوابير طويلة لتأمين لترين فقط من الماء يتم ضخهما عبر أنبوب من بئر في مدينة مركة، بينما يعتمد حسن على وجبات بسيطة يتقاسمها مع سكان المخيم القدامى.
كان حسن مزارعاً يمتلك أربعة هكتارات من الأراضي المزروعة بالخضراوات قبل نزوحه بقليل، لكن منتجات مزرعته تلفت بعد مغادرته المنطقة، فيما أُحرق منزله المؤلف من ثلاث غرف خلال الاشتباكات، بحسب ما أخبره جيرانه. وبعد أسبوعين من محاولات البحث عن عمل يومي في مدينة مركة بلا جدوى، يدرك حسن أن عودته إلى حياته السابقة أصبحت شبه مستحيلة. يقول بأسى: لم يبق شيء نعود إليه. المزرعة دمرت والبيت احترق.
آحادو أمين مودي، أرملة تبلغ من العمر 61 عاماً، تعيش هي الأخرى في المخيم بعدما قتل زوجها في تبادل لإطلاق النار بمنطقة جوهرة في إقليم شبيلى السفلى. تعيل ثمانية أطفال. تقول وهي توزع ما تيسر من الطعام: أحياناً نعيش على وجبة واحدة كل يومين. كنا نزرع أرضنا ونعيش بكرامة، واليوم نعتمد على ما يجود به الآخرون. اضطر أطفالها، مثل كثير من أطفال المخيم، إلى ترك الدراسة. تضيف: عندما كان والدهم موجوداً لم
ارسال الخبر الى: