الشهيد نايف الجماعي وهج الجمهورية
من خُلق ليطير يصعبُ عليه أن يزحف، والعكس أيضا صحيح. وفي عالم القيادة والكاريزما من خلق ليقود، يصعب عليه أن يُقاد، والعكس أيضا صحيح.
في الواقع ثمة شخصياتٌ تولد متسلحة بكاريزما القيادة، وتنشأ عليها، ولا تُنهي مشوارها في هذه الحياة إلا على ذلك، ونماذج التاريخ في ذلك كثيرة شرقا وغربا، قديما وحديثا.
القيادة موهبة وفن في آن واحد معا، تصقلها التجارب، ويهذبها التعليم، وتبرزها المواقف، والتاريخ كما يعرفه البعض: شخصيات ومواقف، وهناك أشخاص يصنعون الأحداث، كما أن هناك أحداثا تصنع الأشخاص، مستجيشة كوامن الروح الإبداعية والقيادة الكامنة فيهم. وقائدنا في هذه الرحلة الاستثنائية البطل الشهيد، الشاعر نايف الجماعي، رحمه الله.
نايف محمد يحيى الجماعي، المولود في العام 1974م، بعزلة المنار، مديرية بعدان، محافظة إب. حصل على شهادة الماجستير في المحاسبة المالية من جامعة صنعاء، رئيس اتحاد طلاب اليمن في كلية التجارة، أدار عدة أعمال مالية وإدارية بكل نجاح، وكلل حياته قائدا للمقاومة الشعبية في بعدان، وعضوا في مجلس قيادة المقاومة بمحافظة إب.
كان الجُماعي ذا كاريزما استثنائية بخطاب فصيح وعقليّة منفتحة وفكر واعٍ يعي خطر الإمامة الحوثية الإرهابية على الوطن وعلى المجتمع، فكرس جهده من وقت مبكر لمناوأتها شعرا ونثرا، بالكلمة والبندقية معا منذ اللحظات الأولى للانقلاب، فعرفت هذه الجماعة خطره عليها، فقامت بتفجير منازله أولا في أغسطس من العام 2015م، ثم ملاحقته مع رفاقه الأحرار المتأثرين به، حتى استطاعت القضاء عليه وهو في جبهات العز والكرامة في مديرية دمت في نوفمبر من العام نفسه.
الشهيد نايف الجماعي فضل الانتقال من التنظير إلى التطبيق، ومن المثاليات إلى الواقع، لم يكتف بمواجهة الحوثي شعرا ونثرا وتحشيدا وخطابات، بل شحذ همته، وغادر مكتبه الوثير، وأخذ بندقيته وتقدم صفوف المعركة حتى نال الشهادة مقبلا غير مدبر، بشجاعة الأبطال وهمم الرجال، ونادرا من يفعل ذلك، ونادرا من يقدم روحه فداءً لوطنه، كامتدادٍ لعلي عبدالمغني ابن محافظته، وكامتدادٍ لأبي الأحرار الزبيري، وأيضًا للشاعر الشهيد خالد الدعيس الذي لحقه بعد ذلك، رحمهم الله.
نظم الشعر
ارسال الخبر الى: