الشعوب الموحدة والمشروع القرآني سر النصر والصمود

39 مشاهدة

يعيش العالم اليوم مرحلة فارقة تُختبر فيها القيم، وتُعرّى فيها المواقف، وتتكشف فيها حقيقة الصراع بين المستضعفين والطغاة.

وفي ظل الزيف الإعلامي والهيمنة السياسية وتبدّل المفاهيم، يصبح وجود بوصلة وعيٍ ثابتة وراسخة ضرورة لا غنى عنها، لأن الأمة التي تتيه عن بوصلتها تفقد قدرتها على التمييز بين الحق والباطل، وبين العدو والصديق، وبين طريق العزة ومسار الهوان.

وهنا يتجلى المشروع القرآني بوصفه نهجًا إيمانيًا وإنسانيًا، يقدّم الوعي الصحيح، ويعيد للأمة قدرتها على رؤية الأحداث كما هي، بلا تزييف ولا تضليل، وبلا خضوع لضغوط الطغاة والمتجبرين.

علمنا المشروع القرآني أن أخطر ما يواجه الأمة الإسلامية والعربية ليس قوة العدو العسكرية، بل قدرته على تفريق صفوفها وضرب وحدتها من الداخل.

فما من غازٍ يستطيع السيطرة على أي بلد ما دام أبناؤه متحدين، متعاضدين، متماسكين كالبنيان المرصوص؛ متمسكين بالمشروع القرآني، عاملين به، ومتولين أعلام الهدى والتقى من آل البيت عليهم السلام، وبقيادة السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، حفظه الله.

لكن العدو يستطيع ذلك بسهولة عندما ينجح في تفريقهم، وشق صفوفهم، وإبعادهم عن المشروع القرآني، وجعلهم يتخلون عن موالاة أعلام الهدى والتقى، فتضعف الأمة من الداخل، وتصبح أكثر عرضة للاختراق والهيمنة، ويُحوَّل المجتمع إلى جماعات متصارعة لا يجمعها هدف ولا توحدها قضية.

ومن إدراك المستعمر لأهمية الوحدة في صدّ أطماعه، كان أول ما يستهدفه هو النسيج الاجتماعي لأي بلد يريد إخضاعه، حيث يزرع الفتن، ويغذي الخلافات، ويصنع الانقسامات، ويخلق المشاريع الصغيرة المتنافسة، ويحوّل أبناء البلد الواحد إلى خصوم، وعندها فقط يصبح الطريق معبّداً أمامه للسيطرة والتحكم وفرض سيادته على الشعوب.

وتُجسّد وحدة الشعوب هذه الحقيقة في قول الشاعر: “تأبى العصي إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقن تكسرت آحاداً”، وهكذا هي الشعوب اليوم، إذا اجتمعت على الحق لا يهزمها مستعمر مهما بلغت قوته، وإذا تفرقت صار العدو قادراً على اختراقها وإخضاعها بأبسط الأدوات.

إنها سنة التاريخ، ووحدة الشعوب هي أول خطوة في مواجهة كل غازٍ ومحتل.

ويُعدّ الشعب اليمني، الذي استنار بالوعي القرآني

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد الحربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح