السيد حافظ وغربة المثقف المستقل في مصر

97 مشاهدة

في نصٍّ قصير أقرب إلى البوح الشخصي منه، نشَر الكاتب والمسرحي المصري السيد حافظ على صفحته في فيسبوك منذ أيام إعلاناً برغبته في الهجرة من وطنه. غير أن الهجرة التي يشير إليها ربما لا تعني انتقالاً من مكان إلى آخر، بقدر ما هي تعبير عن رغبة في التحرّر من حالة الاغتراب داخل الوطن نفسه. تلك الحالة التي يعيشها مبدع اقترب من الثمانين، بعد تجربة في الكتابة المسرحية امتدت نصف قرن، من دون أن يجد مكاناً يليق بما قدّمه. في هذا المنشور الذي صاغه بلغةٍ مشبعة بالمرارة، يذكر أنه لم يتلقَّ يوماً وظيفةً ولا معاشاً شهرياً ولا حتى دعوةً إلى مهرجان ثقافي، في بلدٍ تنعقد فيه سنوياً مئات اللجان وتنظَّم عشرات المؤتمرات والمهرجانات.

وُلد السيد حافظ في الإسكندرية عام 1948، وتخرّج في كلية التربية بجامعة الإسكندرية عام 1976. انخرط منذ السبعينيات ضمن تيارات التجديد في الكتابة للمسرح، إذ أصدر عمله الأول كبرياء التفاهة في بلاد اللامعنى الذي أحدث جدلاً وفتح الباب أمام جيل جديد من التجريب المسرحي في مصر والعالم العربي. كتب أكثر من مئتي مسرحية تنوّعت بين التجريبي والتاريخي والكوميدي ونصوص الطفل، إلى جانب ثمانٍ وعشرين رواية. حصد في بداياته الجائزة الأولى في التأليف المسرحي عام 1970، ثم نال جائزة التميّز من اتحاد الكتّاب المصريين عام 2015، وكرّمته وزارة الثقافة عام 2018. ومع ذلك، يقول في بيانه الأخير إن أعماله لم تُقدَّم على مسارح الدولة منذ عام 2005، وإن هيئة الكتاب رفضت طباعة أعماله الكاملة خمس مرات خلال ربع قرن.

يتجاوز منشور حافظ حدوده الشخصية إلى ما يشبه وثيقة احتجاج على منظومة ثقافية لا تعترف إلا بمن يدخل في نسقها الإداري والإعلامي.

ظاهرة تهميش الأصوات المستقلة في الثقافة المصرية ليست جديدة، بل تكاد تكون جزءاً من البنية السلطوية التي تحكم الحقل الثقافي منذ عقود. فالمؤسسات الرسمية غالباً ما تكرّم من يتماهى مع خطابها أو يقدّم لها واجهة ثقافية مطيعة، بينما تُقصي من يصرّ على استقلاله. غير أن الصورة اليوم

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح