السوريون في الأردن يترقبون العودة هربا من قسوة المعيشة
٢٣ مشاهدة
يترقب أكثر من 1 3 مليون لاجئ سوري في الأردن تأكيدات واثقة حول استقرار الأوضاع في بلادهم في أعقاب إطاحة النظام السابق للعودة إلى وطنهم إيذانا بانتهاء رحلة صعبة من اللجوء استمرت أكثر من 13 عاما تحملوا فيها قسوة العيش وأعباء مالية كبيرة باستثناء عدد محدود لا يتجاوز 8 آلاف شخص حسب تقديرات رسمية فإن غالبية اللاجئين السوريين في الأردن لا يزالون في حالة تردد بين العودة السريعة أو البقاء لفترة أخرى في أماكن اللجوء التي تتوزع بين مخيمات أقيمت خصيصا لهم والمجتمعات المستضيفة في أعقاب اندلاع الثورة السورية وذلك بانتظار تطورات الأوضاع واستقرارها خلال الفترة المقبلة بما في ذلك انطلاقة جديدة للاقتصاد السوري وقدرته على تلبية الاحتياجات الأساسية للسوريين في ذات الوقت ينتاب السلطات في الأردن القلق من استمرار تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين وتمويل العجز في خطة الاستجابة مع توقعات بعدم عودتهم الطوعية خلال الفترة القريبة وبين تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي أن الدعم الدولي المقدم للأردن لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين شهد تراجعا كبيرا العام الحالي حيث لم تتلق عمان حتى منتصف أكتوبر تشرين الأول الماضي سوى 40 مما حصلت عليه في عام 2023 ولفت التقرير إلى أن هذا الانخفاض الحاد يهدد قدرة الأردن على تقديم الخدمات الأساسية للاجئين خاصة في مجالات الصحة والتعليم وسوق العمل وسط تصاعد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية وأبلغ لاجئون سوريون العربي الجديد أنهم يشتاقون للعودة إلى بلادهم في أعقاب سقوط النظام السابق لكنهم يريدون الاطمئنان على استقرار الأوضاع وكذلك الانتظار إلى حين إعادة بناء منازلهم التي تم تدميرها بالكامل ولم تعد صالحة للسكن وهذا يتطلب مبالغ مالية كبيرة لأغراض الإعمار والصيانة والترميم الأردن يقدم تسهيلات قال مسؤول أردني لـالعربي الجديد إنه تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتسهيل وتسريع عودة اللاجئين السوريين الطوعية إلى بلادهم خلال الفترة المقبلة إضافة إلى تسريع إجراءات الشحن البري وإدخال البضائع للسوق السوري وأضاف المسؤول الذي رفض ذكر اسمه أن الكوادر العاملة على المنافذ الحدودية مع سورية تعمل بكثافة وهي على استعداد لإنجاز معاملات الأشخاص والشاحنات المتجهة إلى سورية بمن في ذلك اللاجئون ومساعدتهم للعودة إلى موطنهم يقول أحد اللاجئين السوريين المقيمين في الأردن ويعمل في مجال الصناعات الغذائية عبد الإله سعدة 39 عاما إن جل تفكيره حاليا هو العودة إلى بلده خاصة أن لديه أملاكا في ريف دمشق يريد استعادتها ليبني حياته من جديد وأعرب عن فرحته التي لا تكاد توصف بقرب عودته إلى وطنه حسب تعبيره فهو يريد استرجاع حياته وعمله الذي فقده بعد تهجيره إلا أنه يرى في الوقت ذاته أن العودة فورا في ظل عدم استقرار الأوضاع الأمنية في سورية قد تكون مخاطرة غير آمنة في عملية رصد لمركز الفينيق للدراسات الاقتصادية مؤسسة مجتمع مدني قال سعدة الوقت الحالي ليس مناسبا للعودة فما تزال الأوضاع غير مستقرة هناك ولا نعلم من الذي سيتولى الحكم في سورية وما الإجراءات التي ستتخذ حيال عودتنا لذا سأنتظر بضعة أشهر حتى يستقر الوضع الأمني وبعدها سأبدأ بتجهيز عودتي إلى وطني العودة في أولويات اللاجئين قال لاجئ سوري 25 عاما ويعمل في صالون حلاقة محمد المحيميد إن العودة إلى بلده أصبحت حاليا من ضمن أولوياته هو وعائلته خصوصا أن جميع أقربائهم في سورية وأضاف جميع أقربائنا في سورية ولدينا محال تجارية هناك وعندما أعود سأفتتح صالون حلاقة ليكون مشروعا خاصا بي وهذا كان حلمي قبل أن أهجر من بلدي يوثق مركز الفينيق بأن حلم المحيميد كحلم آلاف اللاجئين السوريين الذين هجروا من بلدهم وضاعت طموحاتهم التي عملوا على تحقيقها لسنوات ليتجدد لديهم الأمل أخيرا في استرجاع حياتهم الطبيعية التي فقدوها ويتفق المحيميد مع بقية اللاجئين السوريين بأن العودة حاليا وبشكل فوري قد تكون غير آمنة وأنه سينتظر هو وعائلته حتى تستقر الأوضاع في سورية وتصبح عودتهم سهلة وآمنة أما أحد اللاجئين في مخيم الزعتري 31 عاما مالك خريس فيقول إن العودة إلى بلده أصبحت مسألة وقت لا أكثر وإنه سينتظر فقط إجراءات عودتهم من الحكومة المقبلة في سورية وبين أن حياة اللجوء في المخيم أصبحت قاسية حيث لا تجديد للكرفانات التي يسكنون فيها إضافة إلى تكرر انقطاع الكهرباء والمياه وقلة فرص العمل ناهيك عن تقليص خدمات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في المساعدات النقدية والعينية ويقيم غالبية السوريين في مخيمات أقيمت لهم أكبرها مخيم الزعتري في مدينة المفرق شمال شرق العاصمة الأردنية عمان ومخيم الأزرق شمال وغيرهما ولاحظت العربي الجديد عودة محدودة للاجئين سوريين حاملين أمتعتهم الخاصة والأثاث المتواضع المتمثل بالبطانيات وفرشات صغيرة في سيارات نقل أفراد وأثاث إلى موطنهم وكانت السفارة السورية في عمان أعلنت أنه في ضوء التطورات الأخيرة التي تشهدها سورية فإنها مستمرة في العمل وتقديم الخدمات القنصلية لأبناء الجالية السورية في الأردن لتسهيل عودتهم إلى وطنهم وقدرت الحكومة الأردنية متطلبات تمويل خطة الاستجابة للأزمة السورية للعام الحالي بنحو ملياري دولار وهو الأقل من منذ الأزمة السورية