وهم السلام لعبة الراعي والذئب في الشرق الأوسط

بقلم/ القاضي الدكتور / حسن حسين
في مسرح الشرق الأوسط، لطالما لعبت الولايات المتحدة دور الراعي الذي يدفع دول المنطقة نحو توقيع اتفاقيات سلام مع الذئب الصهيوني. لكن هذه الاتفاقيات لم تكن أبداً بهدف تحقيق السلام الحقيقي، بل كانت مجرد أداة لتفكيك الجبهة العربية وتكريس السيطرة الصهيونية.
عندما أعاد الكيان الصهيوني الأراضي المصرية المحتلة عام 1967، لم يكن ذلك حباً في السلام، بل كانت خطوة استراتيجية لتحييد أكبر قوة عسكرية عربية عن الصراع. لقد نجح الراعي الأمريكي في تحقيق مراده، حيث أصبح السلام المصري الصهيوني وهمياً، يخدم فقط مصالح العدو.
ولم يختلف الأمر في اتفاقيات أوسلو ومدريد، فمنح الفلسطينيين حكماً ذاتياً صورياً لم يكن إلا قناعاً لإشعال الفتنة الداخلية بين أبناء الشعب الواحد. كان الهدف هو تفتيت الصف الفلسطيني وإضعاف مقاومته، وهو ما تحقق بالفعل.
أما موجة التطبيع الأخيرة، فليست إلا الفصل الأخير في هذه المسرحية. لم يأتِ الكيان الصهيوني إلى هذه الدول رغبة في السلام، بل لجرها إلى مربع العهر والخيانة، وجعلها تتخلى عن سيادتها وكرامتها الوطنية. وقد أصبح هذا التنازل حقيقةً مُرة نراها اليوم.
إن استعراض القوة الصهيونية الأخير، والذي يتجلى في عدوانه المستمر على غزة واختراقه لأجواء أربع دول عربية وصولاً إلى التعدي على قطر، هو خير دليل على وهم السلام. فالذراع الإسرائيلية الطويلة لم تكتفِ باستهداف غزة، بل تجاوزت الحدود الجغرافية والسيادية لدول عربية أخرى في وقت واحد، في استعراض واضح للقوة وفرض الهيمنة. هذا السلوك يؤكد أن الكيان الصهيوني لا يريد العيش بسلام مع جيرانه في المنطقة، بل يسعى لتأكيد تفوقه العسكري وتوسيع نفوذه، ضارباً بعرض الحائط جميع الاتفاقيات والمواثيق.
الكيان الصهيوني اليوم، المدعوم من الراعي الأمريكي، يتخلى عن جميع الاتفاقيات والمواثيق التي وقعها. إنه يبتز مصر ويهدد أمنها من خلال مخططات تهجير أهل غزة إلى سيناء، ويتجاهل اتفاقية كامب ديفيد. كما أنه يعمل علانية على تهجير أهل الضفة الغربية إلى الأردن، ضارباً باتفاقيات أوسلو ووادي عربة عرض الحائط.
وماذا عن الأنظمة العربية التي ترى
ارسال الخبر الى: