السفير السعودي وعجز العليمي وجنرالات الاقامة الجبرية بقلم محمد الخامري

155 مشاهدة

سام برس
كلما ذهبتُ إلى البلدية، أو أي مصلحة حكومية هنا في بلجيكا، أو حتى عند الطبيب ومدرسة الأولاد، أجد شيئ من الحرج يلازمني وأنا أتكلم لغتهم المكسّرة، مثل الهنود عندما يبدؤوا يتكلموا عربي...
أُلاحظ ابتساماتهم التي تختلط فيها الرغبة في الفهم بشيء من الشفقة عليّ كلاجئ من بلاد تطحنها الحرب وتتقاسمها الميليشيات، فأخفض بصري وأتذكر صنعاء..
تعود بي الذاكرة إلى مكتبي وصحيفتي، إلى الحيّ الذي اسكنه والمسجد الذي كنت أصلي فيه.. اتذكر المسؤولين الذين كنت أتواصل معهم، والناس الذين أُشفع لهم، والأصدقاء الذين كنت أملك بينهم حضور وحضوة وشأن، رغم أنني لم أكن مسؤول ولا وجيه ولا شيخ ولا قائد سياسي أو عسكري... كنت مجرد صحفي، لكنني كنت أشعر أن لي وزن في وطني، وكلمة داخل بيئتي التي انتزعتُ منها كما يُنتزع السُفود الكثير الشُعَب من الصوف المبلول..!!
أقارن وضعي اليوم رغم اني في أوروبا وأفضل من ملايين اليمنيين الذين لازالوا داخل اليمن او في بعض الدول العربية؛ ووضعي بالأمس في صنعاء، فأجد أنني على غربتي وكربتي لستُ وحيداً في هذا الشعور، بل أرى حولي المئات، وربما الآلاف، من القيادات والمسؤولين والمشائخ والوجهاء الذين كانوا يوما ما، أصحاب صولة وجولة داخل اليمن، أعزة في بلادهم، مسئولين ومشائخ ورجال اعمال وغيرهم الكثير..
الدكتور رشاد العليمي الذي كان أصغر مسئول سعودي يستقبله في الرياض أو جدة هو الامير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله، وكان السفير السعودي بصنعاء ينتظر دوره لمقابلته في مكتبه برئاسة الوزراء او وزارة الداخلية ، بل لا أبالغ اذا قلت ان قيمته عندما كان مدير أمن تعز (قبل المناصب العليا)، أكثر من قيمته اليوم وهو رئيس وهمي لايُحرّك ساكن إلا بإشارة السفير، حامل ملف اليمن والمتحكم فيه..!!.
الشيخ سلطان البركاني، الذي كان ملء السمع والبصر من أدنى اليمن إلى أقصاه، كان يهزّ قبة البرلمان، كان ضجيجه يملأ الآفاق، ومقيله اليومي يعج بكبارات الدولة وقيادات البلد، بات اليوم ينتظر عدة أيام وربما أسابيع للقاء السفير الذي لايراه إلا نادرا،

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع سام برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح