السد المنيع في وجه مشروع الحركة الحوثية كيف ولماذا

يمنات
فهمي محمد
الحركة الحوثية، التي نمت في رحم الفكرة المذهبية الجهوية والبيئة الجبلية والمجتمع القبلي المحدود نسبياً في صعدة وما جاورها، تجد نفسها، عند التعامل مع اليمن الموحد، أمام كيان بشري وجغرافي هائل التعقيد والتنوع والاتساع. إنها تواجه “مكوناً إنسانياً” هائلاً يتجاوز بكثير حدود الجماعة المذهبية أو الإطار القبلي الضيق الذي نشأت فيه. هذا المكون البشري يتشكل من شرائح اجتماعية متنوعة: سكان السهول الساحلية المترابطين تجارياً، ومجتمعات المدن الكبرى التي تشكلت عبر عقود من التمدن والتعليم والانفتاح النسبي، مثل، صنعاء تعز وعدن وحضرموت و إب على سبيل المثال وليس الحصر ومجموعات قبلية كبيرة ذات ثقل وتاريخ سياسي مستقل في مناطق مثل مأرب والبيضاء وحجة، إضافة إلى فئات واسعة من المثقفين والسياسيين والمهنيين وأبناء الطبقة الوسطى في عموم المحافظات اليمنية.
ابتلاع هذه الكتلة البشرية المتنافرة في كثير من الأحيان مع الرؤية الحوثية المذهبية الأحادية، والمنتشرة على مساحة جغرافية شاسعة ومتنوعة التضاريس والموارد، يمثل تحدياً وجودياً للحركة. إنها مهمة تفوق بكثير قدراتها التنظيمية واللوجستية وحتى الايديولوجية، فهي لم تثبت بعد قدرة على الحكم والإدارة الفعالة المنسجمة مع المجتمع حتى في المناطق التي تسيطر عليها عسكرياً في شمال اليمن، ناهيك عن اليمن بأسره.
الأهم من ذلك، أن الوحدة اليمنية رغم كل ما اعتراها من شروخ وتحديات جسام على مدى العقود الماضية، ما تزال تشكل الحصن الأصعب الذي يقف في طريق المشروع السياسي والايديولوجي للحركة الحوثية الانقلابية، فهي تفرض على الحوثيين التعامل مع واقع سياسي واجتماعي وحتى ثقافي لا يمكن اختزاله في بوتقة مشروعها المتخلف ولا في المعادلات القبلية التقليدية التي برعت في التعامل معها نسبياً في مناطق نفوذها التاريخي. ففي اليمن الموحد، لن تجد الحركة نفسها فقط أمام مشايخ قبائل يمكن التفاوض معهم أو شراء ولائهم أو ترهيبهم. بل ستواجه، وتواجه بالفعل على امتداد الجغرافية اليمنية، *نخباً سياسية وثقافية واجتماعية عريضة*. خارجه دائما عن طوقها، هذه النخب تشكلت عبر عقود من النضال الوطني وحتى المشاركة السياسية النسبية (حتى في ظل نظام علي
ارسال الخبر الى: