السبع موجات أمل ما على بحر غزة

٢٤ مشاهدة
بسبع موجات من بحر غزة يبرأ المريض من مرضه وتحمل المرأة التي تأخر حملها وتزول أعراض الحسد والسحر عن صاحبها بسبع موجات لو تضرب المريض على بحر غزة فقط ستكفيه للشفاء بهذه الأسطورة التي يتداولها الناس ويؤمنون بها نطل على بحر غزة بأمواجه وأسماكه بقواربه ورماله وأبراج المراقبة الخشبية التي تتوزع على طول ساحله فالمخرجة والمنتجة الأردنية أسماء بسيسو 1984 اختارت المدخل الأسطوري لفيلمها الذي عرض للمرة الأولى مساء السابع والعشرين من حزيران يونيو الماضي في دارة الفنون بعمان بعد أن أنتج بالكامل في سبتمبر أيلول من العام المنصرم لتبدأ بعد شهر من ذلك عمليات الإبادة المستمرة إلى الآن وبعد ما شهدته بعض المهرجانات السينمائية من تضامن مع فلسطين ومقاطعة لها نأت المخرجة بنفسها عن المشاركة في أي مهرجان لتختار عرض الفيلم لأول مرة في بلدها الذي ولدت فيه وكذلك في بلدها الذي عاشت فيه بعض حياتها كما تقول أي بين الأردن وفلسطين بين صياد ومنقذ بحري وفتاة تسعى لتحقيق أحلامها عبر هواية التجديف تمضي بنا قصة الفيلم داخل حياة كل منهما بتواز زمني وتقارب في المكان فكلاهما عقدا علاقة وطيدة مع البحر وكلاهما أخلصا له المنقذ البحري الذي يزاول مهنته في تتبع المتنزهين على الساحل ويصدر إشارات تحذيره للذين يتجاوزون خط السباحة المسموح والفتاة التي توازن بين دراستها وتطمح لدخول الكلية وبين التدريب المستمر على التجديف بمعونة أبيها وهو صياد أيضا وأحد مجدفي البحر كل شارع وكل بيت وكل عمارة سكنية ظهرت في الفيلم أصبحت الآن ركاما ليس من سهولة في تجاوز الأمواج وليس من أمان في النزول إلى الأعماق بلا خبرة الصبر والنباهة ومن ثم معرفة سر الماء والتعامل معه هو ما يكون رهينة النجاة في كل مرة وإن تجاوزها الصياد أو المجدف فإنه بالتأكيد لن يتجاوز دوريات الصهاينة التي تظهر عادة أمامهم موجهة السلاح بالطريقة التي توحي بأنهم سيطلقون النار برمشة جفن وهذا ما يستدعي المناورة والاختفاء أمام المفترسين الذين لن يتأخروا في إطلاق رصاصهم المطاطي الذي سيملأ جسد الصياد دملا ولربما يجعله عاجزا عن العودة إلى اليابسة الحياة بالنسبة لفتاة تتعلم ركوب القارب وتحاول التجديف ليست بالهينة لم يعتد الناس على هذا المشهد البحر له رجاله هكذا فقط نفهم من نظرة الآخرين لكن الفتاة لها كلمة أخرى البحر له سيداته أيضا أثبتت هذا حين ظلت تتعلم التجديف وتدرب أخريات كذلك فهي المدربة والمتدربة ولأن هذا المشهد ليس مألوفا صارت حصص تدريبها منذ ساعات الفجر الأولى وتنتهي منه قبل أن يصل أحد إلى البحر لا يختفي الأمل في كل مشاهد الفيلم كما لا يختفي الماء أيضا التجوال في غزة هو جانب آخر من الفيلم الذي نقضي أغلب الوقت فيه مع تلاطم الموج بالقوارب والمشاهد التي سننتقل بها مع بطلي الفيلم ستدخلنا إلى ما خلف باب البيت أي العائلة وعلاقة أفرادها ببعض أفراحها وأعراسها نشاطاتها المجتمعية وطبيعة العمل والتنقل هذه المشاهد كلها تنطوي على المدينة العامرة المدينة التي تنبض بالحياة رغم أسوارها وحصارها وهي ما تجعلنا أمام مقارنة الأمس باليوم فما بين مشاهد الفيلم ومشاهد الحرب التي تلت تصويره تنعدم المدينة وتختفي كل تفاصيلها ولا شك في أن كل شارع وكل بيت وكل عمارة سكنية ظهرت في الفيلم أصبحت الآن ركاما ناهيك بإمكانية معرفة أبطال الفيلم وما إذا لا يزالون على قيد الحياة أم لا أنتج الفيلم قبل شهر من بدء العدوان الوحشي أي كان على تماس مباشر مع الحياة قبيل الحرب ليصبح بعد مرور تلك الأشهر العصيبة شهادة لا على حياة فردين من أفراد المدينة بل شهادة على كل المكان وبما فيه للماء معنى الحياة وللبحر معنى وجود البحارة وفيه تتجلى حياتهم اليومية وبهذا التجلي يظهر الأمل الخفي الذي يجدف من أجله المجدفون ويركض إليه المنقذون ويعيش لأجله بناة قصور الرمل على الساحل وصيادو السمك وصانعو القوارب لا يختفي الأمل في كل المشاهد كما لا يختفي الماء ومثلما حققت الفتاة حلمها في الفوز ببطولة التجديف الأولى لتجتمع مع بطل الفيلم الآخر على الساحل في مشهد يوحي بالنصر أيا كان معناه رغم الظروف القاهرة حققت المخرجة حلمها في إنتاج فيلم عن البحر مسقط رأس أبيها الذي تمنى منها ذلك وما كان عليها إلا أن فعلت

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح