السادة الأفاضل رحيل تاجر الآثار واستيقاظ لعنة الفراعنة
لم يكد المخرج كريم الشناوي ينتهي من حصاد نجاح فيلمه ضَيّ حتى بدأ عرض فيلمه الأحدث السادة الأفاضل. الفيلم ملحمة كوميدية تضم مجموعة من أبرز وجوه السينما المصرية، مقسّمة بحسب الحكاية إلى خطوط متوازية، يروي خلالها قصة تبدو للوهلة الأولى تافهة عن الريف المصري وتجارة الآثار، لكنها تنفتح على تجليات تراجيدية عبثية عن فوضى العلاقات الأسرية والكبت الاجتماعي، في إطار ممتد من الضحك والمغامرة على مدى ساعتين.
تبدأ الحكاية بوفاة الأب جلال أبو الفضل (بيومي فؤاد)، لتعود العائلة وتتجمع لحضور الدفن والجنازة. يتولى طارق الابن الأصغر ترتيب كل تفاصيل البيت، فيما يعود حجازي (محمد شاهين) الطبيب من القاهرة ليكتشف حقيقة أن أباه تاجر آثار، وليس رجلاً عصامياً كما كان يظن. ويتعثر العم (أشرف عبد الباقي) بوفاة أخيه وباختفاء مومياء كانا متفقين على بيعها، فيما تتوالى مفاجآت الأب والميراث واحدة تلو الأخرى، وسط دهشة الحاضرين من عدم قدرتهم على التواصل، بالرغم من صلات القرابة الحميمة التي تجمعهم.
الفروقات بين الريف والمدينة تلعب دوراً مركزياً في إبراز حالة الشرخ الذي تعيشه العائلة، التي لم يجمعها سوى جنازة وميراث. تخرج قصة المومياء وتهريبها من أسفل السرير، لتصبح رمزاً للجشع الذي تبناه الأب أولاً، قبل أن يسلك أفراد العائلة الطريق نفسه. يلامس الفيلم، بمحاكاته الساخرة، أحد أهم أفلام الإرث السينمائي المصري، المومياء للمخرج شادي عبد السلام؛ فهناك حديث غير مباشر عن لعنة الفراعنة، وما قد يحدث حين تُنتزع مومياء بإهمال من باطن الأرض، إلى جانب حالة التآمر والجشع التي تعيشها عائلة أبو الفضل، في ما يشبه عيش الضباع، لكن في صورة كاريكاتورية مُغايرة كلياً لفيلم عبد السلام.
يحمل الفيلم، وكوميدياه، قدراً واضحاً من البعد الفلسفي الهزلي في نظرته إلى الموت؛ إذ تدور الأحداث كلها حول سيرة متوفٍّ ينتظر الدفن، وفي مساحة لا تتجاوز البيت وباحته، كأنها فصول من مسرح العبث. تتكالب أشكال الغباء الإنساني والانتهازية من أفراد العائلة ضد الميت، وفي مشهد النهاية يسخر الفيلم من تصورات الناس حول الموت؛ فالموت المهيب يُستهزأ
ارسال الخبر الى: