ماوراء الزيارات البريطانية المكثفة لعدن وماعلاقتها بالتطورات الأخيرة
خاص _ المساء برس|
تشهد الساحة اليمنية، ولا سيما المحافظات الجنوبية، تحركات لافتة ومتسارعة من الجانب البريطاني خلال الأيام الأخيرة، ما أثار تساؤلات واسعة حول توقيت هذه الزيارات ودلالاتها السياسية والعسكرية.
فبعد نحو عشرة أيام فقط من الزيارة التي قام بها وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى مدينة عدن، ولقائه بمسؤولين في الحكومة الموالية للتحالف، زار وفد عكسري بريطاني مدينة عدن اليوم.
ووفقا لما تم الإعلان عنه فقد ركزت الزيارة الأولى على تعزيز قدرات خفر السواحل وتقديم دعم لوجستي وفني للقوات التابعة للتحالف، تحت مبرر مكافحة تهريب السلاح والمخدرات، غير أن مراقبين اعتبروا هذا التحرك جزءًا من مساعٍ لتشديد الحصار المفروض على مناطق حكومة صنعاء، تحت غطاء “الأمن البحري”، ومحاولة بريطانية لتقويض قدرات صنعاء العسكرية بعد فشلها في العدوان المباشر.
اليوم، وفي خطوة تعد امتداد مباشر للزيارة السابقة، وصل إلى عدن كبير المستشارين العسكريين البريطانيين في الشرق الأوسط، الأدميرال إدوارد جراهام، يرافقه الملحق العسكري في السفارة البريطانية لدى اليمن، العقيد بادي ويليامز.
الوفد البريطاني التقى وزير دفاع حكومة عدن الموالية للتحالف، محسن الداعري، حيث ناقش الجانبان – بحسب إعلام حكومة عدن – مستجدات الوضعين الأمني والعسكري، إضافة إلى ما وصفوه بـ”تهديدات ميليشيات الحوثي للملاحة الدولية ودول الجوار”.
وتأتي هذه الزيارة بعد يوم واحد فقط من دخول قوات المجلس الانتقالي الجنوبي – المدعوم إماراتيًا والمطالِب بانفصال جنوب اليمن – إلى وادي حضرموت ومحافظة المهرة، في خطوة عسكرية غيّرت خريطة السيطرة في المحافظات الشرقية.
ويرى محللون أن توقيت الزيارة البريطانية بعد هذا التحرك العسكري مباشرة ليس مجرد صدفة، بل يأتي ضمن سياق تنسيق سياسي وعسكري يجري بعيدًا عن الأضواء.
ويربط مراقبون هذا النشاط البريطاني المتصاعد بجنوب اليمن بتاريخ بريطانيا في المنطقة، إذ استعمرت جنوب اليمن لأكثر من 120عامًا، عملت خلالها على تقسيم وتجزئة اليمن جغرافيًا وسياسيًا.
وبحسب المراقبون، فإن ما يجري اليوم يكشف عن “بصمات بريطانية واضحة” في إعادة تشكيل المشهد الجنوبي، إذ أن التحركات والتغيرات الميدانية في المحافظات
ارسال الخبر الى: