الزبداني غنيمة حزب الله عادت إلى أهلها
الزبداني بلدة سورية مرّت عليها الحرب بقسوة. آثار القتال الضاري والحصار المديد، لا تزال ماثلة في كلّ مكان، ولم تنته بعد فصولُ المعاناة والتهجير. كان الهدف إحداث تغيير ديمغرافي على أساس طائفي، لما تتمتع به المنطقة من مواصفات جغرافية مهمّة، وأرض خصبة وفيرة المياه، قريبة من حاضنة حزب الله في البقاع.
بدأت حرب السيطرة على الزبداني بمحاولات اقتحام حزب الله، حينما تدخل عسكرياً في سورية عام 2012. وضع مخطط العملية، القائد الراحل للواء القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. وفي التفاصيل شمل الهجوم احتلال كامل منطقة وادي بردى، وذلك لأسباب عدّة، أولها ربط دمشق وجوارها بالبقاع، حيث مراكز حزب الله العسكرية، والثاني تأمين خاصرة دمشق الجنوبية من هجمات الفصائل العسكرية السورية المسلحة، وثالثاً السيطرة على مصادر المياه والأراضي الخصبة، ضمن خطة تغيير ديمغرافي على أسس طائفية، يحل فيها محل السكان الأصليين، شيعة من إيران ولبنان، والعراق، وباكستان، وأفغانستان.
في تلك الفترة خسر النظام المدن والبلدات المحيطة بدمشق كافة، وكان رأي سليماني أن استرجاع الزبداني، سوف يعيد تمكين النظام، ويقضي على الحراك الذي بدأ في قرى المنطقة، ويضع حداً للانشقاقات عن الجيش الرسمي في بلدتَي سرغايا ومضايا المهمتَين لوقوعهما قريباً من الحدود مع لبنان، وكونها تتمتعان بطبيعة جبلية وعرة.
معارك رئيسية في الزبداني
شهدت الزبداني عدة معارك رئيسية في أعوام 2012 و2015، و2016، وتمركز حزب الله في البداية في مدينة الطلائع القريبة منها، وكانت تسانده قطعات عسكرية من النظام والحزب القومي السوري، والحرس الثوري الإيراني. وقد صمدت المنطقة أعواماً رغم أنها ساقطة عسكرياً بحكم كونها واقعة ضمن منخفض سهلي، ما ساعد حزب الله على قصفها من المناطق الجبلية اللبنانية المتاخمة التي تبعد حوالى عشرة كيلومترات.
أبو أحمد: اتفاق المدن الأربع كان تهجيراً متعمداً وقسرياً ويهدف إلى تغيير التركيبة السكانية في المنطقة
يستعيد أبو حسام، وهو من أهالي البلدة الذين عادوا من إدلب، ذكريات معارك قاسية لمنع تقدم قوات حزب الله حتى اللحظة الأخيرة. وفقد المدافعون عنها أغلب أراضيها، وانحصروا في
ارسال الخبر الى: