لقاء غير معلن في الرياض يبحث تسوية شاملة للأزمة اليمنية وسط تغييب الملف الجنوبي
سما نيوز / قرير/خاص


في خطوة غير معلنة أثارت اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية، كشفت مصادر رفيعة النقاب عن اجتماع سري عُقد مؤخرًا في العاصمة السعودية الرياض، جمع السفير السعودي محمد آل جابر بكلٍّ من وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني، ونائب الرئيس الأسبق الفريق علي محسن الأحمر، إلى جانب ممثل جماعة الحوثيين يحيى الرزامي. الاجتماع، بحسب التسريبات، حمل طابعًا مفصليًا في مسار الأزمة اليمنية، وناقش خارطة طريق لإنهاء الحرب وفتح صفحة جديدة من الحوار الوطني الشامل.
خلفية الحدث وأجواء السرية
يأتي اللقاء في مرحلة من الجمود السياسي والعسكري، بعد شهور من المفاوضات غير المباشرة التي استضافتها سلطنة عُمان، ووسط ضغوط إقليمية ودولية متزايدة على أطراف النزاع للانتقال إلى تسوية نهائية. غير أن ما ميّز هذا الاجتماع هو مستوى السرية والتكتم الذي أحاط به، إذ لم يُعلن عنه رسميًا، ولم تُسرب تفاصيله سوى من خلال قنوات محدودة داخل الدوائر الدبلوماسية.
مصادر دبلوماسية في الرياض أوضحت أن الهدف الأساسي من اللقاء كان توحيد الرؤية السياسية بين الأطراف الفاعلة قبل الانتقال إلى مرحلة التوقيع النهائي في مسقط، مشيرة إلى أن السعودية تسعى لتأمين توافقات داخلية تسبق أي اتفاق إقليمي أوسع. ويبدو أن آل جابر لعب دور الوسيط الضامن لتقريب وجهات النظر بين ممثلي الحكومة والحوثيين، مع حضور شخصيات رمزية من تيار الإصلاح والعسكريين السابقين، ما أعطى الاجتماع طابعًا سياسيًا مركّبًا.
وحدة اليمن كشرط تفاوضي
ووفقًا للمصادر ذاتها، فقد تمسك ممثلو جماعة الحوثي وحزب الإصلاح بشرط أساسي للمضي في الاتفاق، يتمثل في الالتزام الصارم بوحدة الأراضي اليمنية كضمانة سياسية لا تقبل المساومة. هذا الموقف مثّل نقطة التقاء مؤقتة بين خصمين سابقين، لكنه فتح في المقابل جدلًا واسعًا حول موقع القضية الجنوبية في أي تسوية مقبلة.
يقول مصدر سياسي مطلع إن “الطرفين يعتبران الحديث عن الجنوب في هذه المرحلة تهديدًا لوحدة التفاوض، ويُفضلان تأجيل النقاش إلى ما بعد توقيع الاتفاق النهائي”. ويضيف أن هذا التوجه يحظى بدعم ضمني من بعض الدوائر السعودية التي ترى في التركيز
ارسال الخبر الى: