الرئيس الأمريكي يستقبل الرئيس اليمني سعد العولقي

بقلم/ محمد الخامري
قد يبدو العنوان ساخر أو صادم، لكن لاتستعجلوا الضحك أو الاستغراب، فقبل سنوات لم يكن أحد يتخيل أن يتحول أحمد الجولاني ، المطلوب برأسه 10 ملايين دولار ، إلى رجل ببدلة مدنية يظهر على الشاشات، ويُستقبل في القصور الملكية والجمهورية، ويتحدث عن المرحلة الانتقالية في سوريا وكأنه رئيس منتخب او مرشّح توافقي في أسوأ الأحوال..!
واليوم، برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية يعرض نفس المبلغ، 10 ملايين دولار، لمن يُدلي بمعلومات عن سعد بن عاطف العولقي، زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، المتواجد في اليمن، فهل نحن أمام تكرار لسيناريو الجولاني (الرئيس السوري احمد الشرع) وهل بات الطريق إلى السلطة يمر من بوابة قوائم الإرهاب الأمريكية..؟!!
ابو محمد الجولاني او احمد الشرع لاحقاً لم يكن الأول في النماذج السياسية التي تم تدويرها من قائمة المطلوبين إلى قصور السلطة والحكم في بلادهم، ولن يكون الأخير، فهناك نيلسون مانديلا رئيس جنوب أفريقيا، الذي بقي على قائمة الإرهاب الأميركية حتى 2008، رغم ترؤسه البلاد منذ 1994، وياسر عرفات الرئيس الفلسطيني، كان قائدا لمنظمة إرهابية في نظر الغرب، ثم اصبح شريك في مفاوضات أوسلو، واستُقبل في البيت الأبيض، ونال جائزة نوبل للسلام..
اليوم، يحق لنا ان نتساءل؛ هل العولقي على ذات الطريق، هل يتهيأ المشهد لخطاب رسمي بعنوان فخامة الرئيس سعد العولقي زعيم اليمن الموحد، والرجل الذي قاد المصالحة الوطنية من قلب الجبال إلى القصر الجمهوري بصنعاءَ..!!
لاشيء مُستبعد في هذا العالم، فالسياسة لاتعرف المبادئ، والتعريفات يتم صياغتها حسب المصالح، والعقوبات ترفع عن الإرهابي السابق إذا فهم اللعبة وقبِل الانخراط فيها، وشذب لحيته وبدّل قميصه ببدلة ماركة إيرمينجيو زينقا، أو وورلد ريكورد تشالنج كب سوتس، واستبدل عمامته بربطة عنق حمراء فاقع لونها تسر الناظرين..
من صفحة الكاتب بالفيسبوك
ارسال الخبر الى: