غزة في الدوحة السينمائي الأول الداخل معطوب والخارج قاتل

23 مشاهدة

يستعيد الفلسطيني كمال الجعفري زيارة قديمة له إلى قطاع غزة، تتحقّق عام 2001، ليُنجز من أرشيفٍ مُصوّر فيلماً يجمع وقائع فلسطينية في ذاك القطاع غير مُتغيّرة كلّياً، فالحصار الإسرائيلي متنوّع الأساليب فاعلٌ وضاغط، ويوميات العيش هناك تعاني مصاعب شتّى.

أمّا الفلسطينيان طرزان وعرب ناصر، فيغوصان في أحوال راهن يومي في القطاع أيضاً، بعيداً عن المُباشر في قراءة حروب إسرائيل فيه، فإذا باليومي ينعكس في صُور سينمائية تروي شيئاً من بؤس الحياة الفلسطينية، في البيئة الفلسطينية ومتاهاتها ونزاعاتها وخرابها.

إليهم، تعيد التونسية كوثر بن هنيّة سرد وقائع الساعات الأقسى والأكثر ألماً وقهراً في حياة طفلة، تُترك وحيدة في سيارة خالها المقتول فيها مع أفراد عائلته، قبل أنْ تُجهِز عليها وحشية الإسرائيلي، فتُقتل عمداً في 29 يناير/كانون الثاني 2024، قبل نحو ثلاثة أشهرٍ فقط على إتمامها ستة أعوام (3 مايو/أيار 2018).

بهذا، تُتيح النسخة الأولى (20 ـ 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2025) لمهرجان الدوحة السينمائي مساحةً سينمائية إضافية لمعاينة أحوال أناسٍ ومصائب عيشهم، ولتبيان بعض المتداول عن يوميات العيش في القهر والذلّ والمهانة، لكنْ بلغة سينمائية تُناقَش نقدياً. فالأفلام الثلاثة، وإنْ تشترك في كون جغرافيا أحداثها وحكاياتها ومناخها محصورة في قطاع غزة، تنقل وقائع بشرية بلغة الصورة، مع اختلافٍ بينها في أدوات النقل، أي التعبير.

فـمع حسن في غزة (2025)، المعروض للمرة الأولى دولياً في المسابقة الرئيسية للدورة 78 (6 ـ 16 أغسطس/آب 2025) لمهرجان لوكارنو السينمائي، لن تبقى العودة إلى غزة مجرّد رحلة إلى ذكريات وماضٍ غير بعيد، إذْ يجهد الجعفري في إيجاد معادلات فنية وبصرية بين ذاك الزمن (2001) وراهن الإبادة غير الظاهرة مباشرة، بل المتوارية في ثنايا سياق يمزج التسجيلي البحت (أشرطة مُصوّرة) بتوليف (الجعفري) يُحيل، في لحظاتٍ عدة (106 دقائق)، إلى يومياتِ قطاعٍ مع حروب إسرائيل عليه.

وكان يا ما كان في غزة (2025) للأخوين ناصر، الفائزين بجائزة الإخراج في نظرة ما، في الدورة 78 (13 ـ 24 مايو/أيار 2025) لمهرجان كانّ، غير معني مباشرة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح