الدكتور عبدالرحمن الشبيلي رائد التوثيق ومؤرخ الإعلام نفض الغبار عن سير الكبار

١١٧ مشاهدة
خُذْ نَفَسًا عَمِيقًا، والزَمِ الهُدُوءَ مَا اسْتَطَعْتَ؛ فَأَنْتَ فِي حَضْرَةِ التَارِيْخِ.
ماذا لَوْ تَمَثَّلَ التَارِيْخُ في صُورَةِ رَجُلٍ؟!
حَتمًا سيكون خَفِيضَ الصَوْتِ، غَزِيرَ التَجْرِبَةِ، يَقُصُ عَلَيْكَ مِن ذَاكِرَتِهِ الوَاسِعَةِ؛ جَوَانِبَ تَوثِيقِيَّةً لِأَحدَاثٍ وَأَشخَاصٍ وَأَيَّامٍ، تَعِيشُهَا بِمُجَرَّدِ سَمَاعِهَا.
لا أَحَدَ يُحِبُ الوَعظَ المُبَاشِرَ... فَشُعُورُكَ بِأَنَّكَ وَحِيدٌ فِي مَرمَى النَصَائِحِ؛ قد يَحدُوكَ لِتَتَمَنَّى لَو أَنَّ العَالَمَ يَنتَهِي بِكَ، قَبْلَ انتِهَاءِ حَدِيثِ النُّصحِ ذَاكَ. لِهَذَا كَانَ رَجُلُ حِكَايَتِنَا أَذكَى أَبنَاءِ جِيْلِهِ، وأقْربَهُم للأَجيَالِ التَالِيَةِ، ذَلِكَ أَنَّهُ نَقَلَ إِلَيْهِم خِبرَاتٍ، ودُرُوسًا، وَمَعَانِيَ، وَحِكَمًا، دُوْنَ وَعْظٍ، أَو نُصحٍ مُبَاشِرٍ، حَتَّى تَخَالَهُ يَدُسُّ الدَّوَاءَ الشَّافِي، في العَسَلِ الصَّافِي!
فَعَلَ ذَلِكَ عَبْرَ تَوْثِيْقِ تَارِيخِ سِيَرِ أَعلَامِ الإِعْلَامِ السعودي وَكِتَابَتِهَا، ثم تَجَاوَزَ ذلك لَاحِقًا إِلى تَوثِيقِ سِيَرِ شَخصِيَّاتٍ سعودية، خارِجَ حَقْلِ الإعلامِ، زَهِدَتْ في الظُهُورِ، فَكَادَت مَحَاسِنُهَا تَنْدَثِرُ، لَوْلَا أَنْ نَفَضَ صَاحِبُنَا عَنْهَا غُبَارَ النِّسْيَانِ، فَأَعَادَ لَهَا بَعضَ فَضلِهَا، مَعَ وَرَعِهَا، وَنأْيِهَا عَنِ الأَضْوَاءِ، بَاعِثًا في نُفُوسِنَا الطمَأنِينَةَ، والبُرهَانَ على أَن ما نَسْلُكُ مِن دَرْبٍ؛ سَارَ عَلَيهِ قَبلَنَا أَخيَارٌ يُؤْتَمُّ بِهِمْ، ويُمضَى على طَرِيقِهِم، وتُسْتَلهَمُ تَجَارِبُهِم، وَهوَ مِن بَينِهِم بِلَا جِدَالٍ.
تِلْكَ آثَارُنَا تَدُلُّ عَلَيْنَا
فَانْظُرُوا بَعْدَنَا إِلى الآثَارِ
صاحِبُنَا جَمِيلُ الخَلْقِ، حَسَنُ الخُلُقِ، أَنِيقُ المَظهَرِ، طَلِيقُ الوَجْهِ، طَيِّبُ النَّفْسِ، عَذْبُ السَجَايَا، لَيِّنُ العَرِيكَةِ، رَحْبُ الخَاطِرِ، وَاسِعُ المَعرِفَةِ، عُرِفَ بِمُؤَرِّخِ الإِعلَامِ وَالأَعلَامِ؛ أَدْرَكَ في طُفُولَتِهِ البَسِيطَةِ شَظَفَ العَيْشِ في نَجْدٍ، فأَيْقَنَ قِيمَةَ النِعَمِ في شَبَابِهِ، وَكُهُولَتِهِ.
الأبُ تلميذ الشيخ السعدي والأم الغريبة تصبح راوية لشعر الأب!
في بَيْتٍ طِينِيٍّ بِسُوقِ المعثم بِمَدِينَةِ عُنَيْزَةَ بالقَصِيمِ؛ وُلِدَ الطِفلُ عبدالرحمن بن صالح الشُبَيْلِي، عام 1363هـ، (1944م)، وَلَم يَكُن قَدْ طَالَ البِلَادَ مَا أَفَاءَ اللهُ علَيهَا من نِعَمٍ وخَيْرَاتٍ، فَمَشَى عبدالرحمن حَافِيًا مِثلَ سَائِرِ أَقْرَانِهِ حِينَذَاك، وارتَدَى ثَوبَ الخَامِ، وَلَبِسَ الزَرَابِيلَ شِتَاءً، وَدَرَسَ عَلَى ضَوءِ سِرَاجِ التَنَكِ، كَمَا بَاقِي لداتِه؛ لَكِنَّهُ كاَنَ نَبِيهًا، أَلمَعِيًّا، لَا تَجْهَدُ لاكتِشَافِ ذَكَائِهِ، ولا تَكْلَفُ لالتِقَاطِ فِطْنَتِهِ.
تَتَلمَذَ وَالِدُهُ؛ صالح، على يَدِ عَلَّامَةِ القَصِيمِ، الشيخ عبدالرحمن بن سعدي، (1307- 1376هـ)، (1889- 1957م)، وبَقِيَ شَدِيدَ التَعَلُّقِ بِهِ،

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح