الحياة في تناغم بين حوار العقل والقلب

١٦ مشاهدة

تعصف بنا الحياة في تركيبتها المعقدة، وحراكها الذي يتطلب منا فهم العديد من المتغيرات ولوغرتمات (Logarithms) ما يحيط بنا من متغيرات نعيشها بين الفينة والأخرى.. إلا أن لغة حوار العقل والقلب تبقى هي سيدة الموقف في هذه المنظومة التي وهبنا الله إياها.. فللعقل فلسفته في التعامل مع هذه الحياة وواقعها وله أدواته الخاصة التي يقيس بها الأمور وفق معاييره الخاصة.

بينما يختلف القلب بمفارقته العقل الذي يتسم بمعاييره الخاصة والحساسة؛ التي لا يقبل القلب التدخل من العقل لضبطها وتوجيهها وفق الضوابط الاجتماعية السائدة في المجتمع.. وهنا نحاكي هذه المتغيرات في عالم الوجدان.. بحوارٍ جرى بين القلب والعقل.. والذي يحمل في مجرياته حججا دامغة للطرفين؛ يدافع بها عن فلسفته داحضاً حجج الآخر من واقع الحياة.

فقال العقل: أنا دائما انظر إلى الأشياء مستصحباً واقع الحياة ومجتمعي وكل من حولي لتتسق جميعها وفق منظومة واحدة.. فرد القلب عليه: أما أنا فمعاييري تختلف عنك، فأنا يحبني العشاق الذين عرفوا معنى الحياة، فأنا الذي أجمل لهم الحياة وأُزينها ويتذوقون حلوها ومرها من خلالي.. فأنا.. الحياة، أما أنت أيها العقل فمنظورك للحياة تبنيه على المصلحة والمفسدة ومعاش الناس، فأنت أخرجت للناس مفهوم البراغماتية النفعية والميكافلية التبريرية حتى تحقق مآربك.. أما أنا فمنظوري غير، ولا أضع تلك المسوغات في طريقي؛ فأرشد صاحبي إلى معالم طريق يتذوق به لذة الحياة وإن خالفت معاييرك البراغماتية.

عندها رفع العقل صوته صارخاً بصوت غضوب.. فقال للقلب: كل الحياة مبنية على معادلات رياضية تهدف إلى تحقيق مصلحة الإنسان، وأنا الذي أرشدهم إلى تلك المعادلات لأنها من صنعي، وبدون هذه المعادلات لا تستقيم لدي الحياة، أما أنت أيها القلب فلا همّ لك إلا إسعاد الناس ولو خالفوا أمري، فأحاربهم وأقاتلهم وأجعل حياتهم جحيماً، ولن تقدر على حربي.

فأجاب القلب مبتسماً: لماذا يا عقل تنظر للحياة كأنها بقالة أو دكان لابد أن تربح منه؛ فالربح مرتبط بمنهجك في الحياة ولا تتحمل الخسارة وإن خسرت تلجأ إليّ حتى أُهدئي من ثورتك، وامتصاص غضبك للخسارة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح