الحياة في تناغم بين حوار العقل والقلب

18 مشاهدة
تعصف بنا الحياة في تركيبتها المعقدة وحراكها الذي يتطلب منا فهم العديد من المتغيرات ولوغرتمات Logarithms ما يحيط بنا من متغيرات نعيشها بين الفينة والأخرى إلا أن لغة حوار العقل والقلب تبقى هي سيدة الموقف في هذه المنظومة التي وهبنا الله إياها فللعقل فلسفته في التعامل مع هذه الحياة وواقعها وله أدواته الخاصة التي يقيس بها الأمور وفق معاييره الخاصة بينما يختلف القلب بمفارقته العقل الذي يتسم بمعاييره الخاصة والحساسة التي لا يقبل القلب التدخل من العقل لضبطها وتوجيهها وفق الضوابط الاجتماعية السائدة في المجتمع وهنا نحاكي هذه المتغيرات في عالم الوجدان بحوار جرى بين القلب والعقل والذي يحمل في مجرياته حججا دامغة للطرفين يدافع بها عن فلسفته داحضا حجج الآخر من واقع الحياة فقال العقل أنا دائما انظر إلى الأشياء مستصحبا واقع الحياة ومجتمعي وكل من حولي لتتسق جميعها وفق منظومة واحدة فرد القلب عليه أما أنا فمعاييري تختلف عنك فأنا يحبني العشاق الذين عرفوا معنى الحياة فأنا الذي أجمل لهم الحياة وأزينها ويتذوقون حلوها ومرها من خلالي فأنا الحياة أما أنت أيها العقل فمنظورك للحياة تبنيه على المصلحة والمفسدة ومعاش الناس فأنت أخرجت للناس مفهوم البراغماتية النفعية والميكافلية التبريرية حتى تحقق مآربك أما أنا فمنظوري غير ولا أضع تلك المسوغات في طريقي فأرشد صاحبي إلى معالم طريق يتذوق به لذة الحياة وإن خالفت معاييرك البراغماتية عندها رفع العقل صوته صارخا بصوت غضوب فقال للقلب كل الحياة مبنية على معادلات رياضية تهدف إلى تحقيق مصلحة الإنسان وأنا الذي أرشدهم إلى تلك المعادلات لأنها من صنعي وبدون هذه المعادلات لا تستقيم لدي الحياة أما أنت أيها القلب فلا هم لك إلا إسعاد الناس ولو خالفوا أمري فأحاربهم وأقاتلهم وأجعل حياتهم جحيما ولن تقدر على حربي فأجاب القلب مبتسما لماذا يا عقل تنظر للحياة كأنها بقالة أو دكان لابد أن تربح منه فالربح مرتبط بمنهجك في الحياة ولا تتحمل الخسارة وإن خسرت تلجأ إلي حتى أهدئي من ثورتك وامتصاص غضبك للخسارة التي تعرضت اليها أما أنا إذا خسرت فأركن إلى نفسي وألجأ إليك لاستشارتك أحيانا حسب المزاج لتكون ترياقا لآلامي التي لا تحتملها أنت فأنا الذي أوسع كل جوانبي لاحتمال آلام الحياة وصدماتها فقال له العقل دعنا نعقد اتفاقا تصالحيا لمصلحة الطرفين ونضع أجندة لا تتعارض مع كل واحد منا ثم اتفقا على الآتي البند الأول أن يستشير القالب دائما العقل في قراراته المصيرية ولكن لا تكون آراء العقل ملزمة للقلب حينما تخالف النواحي العاطفية البند الثاني ألا يحاول العقل مخالفة القلب كذلك في القضايا المصيرية فرأي القلب هنا ملزم للعقل لكي يضع عليه لمسة إنسانية أخيرا اتفق الطرفان على توقيع هذه المعاهدة بتاريخ الأيام القادمات والمكان حسب جغرافية كل منطقة ولكن قبل أن ينصرفا قال العقل للقلب من يتحمل نفقات هذا المؤتمر فأجابه القلب راجع محاسبي وهو سيتولى دفع كامل النفقات لكي تستمر العلاقة بيننا فرد عليه العقل قائلا لكن هذا كثير ولا أحتمل أن أجاريك في كرمك وسخائك فقال القلب ألم أقل لك ألا تعاملني بمعاييرك البراغماتية وتزن كل شيء بمعيار الربح والخسارة وإن ظللت هكذا لن يهدأ لك بال وستكون شقيا تسعى وراء الربح دوما ثم تصافح الجميع وسط تبادل الابتسامات وقال القلب للعقل كلمة أخيرة قبل أن يفترقا هل تستطيع معي صبرا فصمت العقل ففهم القلب الجواب ثم افترقا

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح