الحوثي جذر المشكلة

كتب – جابر محمد.
في أوقات الحروب بين الدول، كما هو الحال في المواجهة العسكرية الجارية حاليًا بين إسرائيل وإيران، تتجه الدول إلى اتخاذ إجراءات احترازية لحماية الممتلكات العامة والمنشآت الحيوية، إدراكًا لأهمية المحافظة على الأصول الوطنية.
في هذا الإطار، قامت إسرائيل بنقل جميع طائراتها المدنية، بما فيها الطائرة الرئاسية، إلى خارج البلاد كخطوة احترازية لتفادي تعرّضها لأي استهداف، ولضمان الحفاظ عليها كناقل وطني.
في المقابل، يُقدّم سلوك جماعة الحوثي الانقلابية نموذجًا صارخًا لجماعة خارجة عن مفهوم الدولة. فعند تلقي تحذير واضح ومباشر من إسرائيل بقصف مطار صنعاء، كانت ثلاث طائرات مدنية جاثمة على أرض المطار. ورغم تعدد المناشدات المسؤولة لإخراجها إلى مطارات المحافظات المحررة أو إلى أي من الدول العربية للحفاظ عليها، رفضت الجماعة ذلك بعناد سياسي مريب، ما أدى إلى تدميرها بالكامل بفعل القصف الإسرائيلي. وبعد ذلك، عادت طائرة مدنية رابعة من الأردن، وأُعيد إصدار التحذير بقصف المطار، لكن الجماعة كررت موقفها وأصرّت على إبقائها حتى تم تدميرها أيضًا.
إن هذا السلوك لا يصدر إلا عن جماعة مسلّحة تتصرف بمنطق الميليشيا، حيث يغيب أي اعتبار للمصلحة الوطنية أو لحماية مقدرات الشعب. تتحمّل جماعة الحوثي كامل المسؤولية عن تدمير الاقتصاد الوطني، واستهداف المنشآت العامة، وتفكيك مؤسسات الدولة، في سياق مشروع طائفي دخيل يعمل على تقويض الدولة اليمنية لا بنائها. لقد تجاوزت هذه الجماعة في ممارساتها حدود التمرّد السياسي إلى مشروع تخريبي شامل لا يعترف بالدولة، ولا يؤمن بها، ولا يسعى سوى إلى تكريس واقع الفوضى والتبعية الخارجية، بعيدًا عن مصالح ومستقبل الشعب اليمني.
أخبار عدن أخبار الجنوبارسال الخبر الى: