فؤاد الحميري السيل الهادر والشاعر الثائر زيد الشامي

48 مشاهدة
طوى الأستاذ فؤاد الحميري حياته القصيرة في أيامها الممتدة بتأثيرها المليئة بالخير والعطاء والتضحية والفداء وقد ظل يفيض خلـقـا وكـرمـا ونـبـلا يحمل هم وطنه وشعبه وأمته وينافح عن دينه وعقيدته ويدافع عن قضايا المسلمين في كل مكان وكانت قضية فلسطين حاضرة في فكره وأدبه وشعره وظل صوته صادعـا بالحق في وجوه الظالمين والمستكبرين لا يخشى في الله لومة لائم وكتب بدم قلبه صفحات لا تنسى من العز والمجد وقيم الحرية والعدالة ومقاومة الطغاة والبغاة لله وفي سبيله لا ينتظر من بشر جزاء ولا شكورا كان رحمه الله صاحب الكلمة الصادقة والعزيمة الفولاذية والمواقف الشجاعة والأراء المسددة والنظرات الثاقبة ما وهن لترغيب ولا خاف من ترهيب وعاش عفيفا نزيها جاعلا الدنيا خلف ظهره حتى ودعها خفيفـا من أثقالها بعيدا عن أوزارها وعانى من التشرد والبعد عن الوطن وواجه آلام المرض بصبر جميل من دون شكوى ولا أنين جعل الله ذلك في ميزان حسناته ظل الأستاذ فؤاد الحميري بلبلا يصدح بالأمل وينظر للمستقبل بتفاؤل ويدعو للتغيير والإصلاح من دون يأس ويسعى ليرى وطنه عزيزا مزدهـرا فكان مبهـرا في حديثه وشعره رائعـا في إخلاصه ولطفه وتواضعه كبيرا في حبه لكل الناس لقد اشتهر الأستاذ فؤاد شاعرا ملـهـما ينسج بكلماته معاني العزة والشموخ ويفجر في النفوس كوامن التضحية والفداء لكنه كان أيضـا خطيبـا مفـوهـا وعالمـا فقيهـا وفيلسوفـا يسبر أغوار السلوك الإنساني ويتفحص حوادث التاريخ ويستنبط منها الحكـم والعبر والعظات لا يقف باكيـا على الأطلال بل يبني منها سلمـا يتجاوز به عوامل الإحباط ويستنهض الهمم لتخوض غمار التحدي وتستعيد المجد التليد وتبني المستقبل السعيد كان رحمه الله تلميذا نجيبـا للشيخ محمد بن إسماعيل العمراني رحمه الله ونهل من علمه وداوم على حضور دروسه فكان طالب العلم القريب من شيخه لا تفوته واقعة إلا عرف تفاصيلها ولا مسألة حتى يتعلم أحكامها وهو كذلك جليس أديب اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح رحمه الله الذي أخذ بيده وصقل موهبته ودفع به في المنتديات والملتقيات وهكذا أخذ العلم من مصادره والأدب من مظانه واجتمعت لديه القدرة والموهبة وتهيأ له الوسط العلمي والأدبي المساعد على التعلم والتلقي والإبداع فصار العالم المتمكن والشاعر الثائر والخطيب الذي يحرك المشاعر وانعكس ذلك على انتاجه الشعري والأدبي والعلمي الغني والكثير ومقتضى الوفاء له بعد موته أن تجمع كل أعماله وتصدر في كتب تثري المكتبة العربية والإسلامية أدبـا وشعرا ونثرا وثقافة فقد كان مدرسة متميزة رسم فيها معالم التضحية والفداء والشجاعة والعطاء فكان السيل الهادر والشاعر الثائر والعالم المتبحر والمجاهد الصابر جمع الله له من الصفات ما تفرق في غيره من الرموز والأعلام ووهبه القبول ومحبة الناس رحمه الله وكتبه في الصالحين وحشره في المهديين وأسكنه الفردوس الأعلى في جنات النعيم

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع الصحوة نت لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح