عاجل الحكومة الفلسطينية الموحدة المؤقتة
يتوجّب (ويمكن) فلسطينياً، في هذه اللحظة الحرجة، استباق الآخرين بخطوة أو أكثر، وفرض وقائعَ جديدة تجد الأطراف المختلفة صعوبة بالغة في تجاوزها. أحد التحدّيات والفجوات الكبيرة في خطّة ترامب، التي اجتمع العالم قريباً في شرم الشيخ للاحتفاء ببدء تنفيذ المرحلة الأولى والأسهل منها، يتمثّل في الهيئة التي سوف تحكم غزّة وتدير شؤونها، إلى أن يجري تشكيل أيّ صيغة حكم مُستندة إلى خطّة ترامب، الأمر الذي سيستغرق جهداً ليس بالقليل، ووقتاً ليس بالمحدّد، فإنّ ثمّة فراغاً إدارياً تملأه قوة الأمر الواقع. من يدير غزّة يعني، من ناحية زمنية وظرفية، من يديرها هذا الأسبوع والأسابيع المقبلة الحاسمة. الواقع يقول، وكما بدا في اليوم الذي أُعلن فيه الالتزام بوقف إطلاق النار وتوجّه مئات الألوف من جنوب القطاع إلى شماله، فإنّ القوة الفلسطينية الأقدر على حفظ الحدّ الأدنى من الأمن العام هي حركة حماس. وقد ظهر عناصر حكومة حماس في مواقع عديدة لتنظيم ما أمكن تنظيمه، وتوفير ما أمكن من خدمات بلدية ودفاع مدني وسوى ذلك. هذا يتيح لها أن تقول إنها ما زالت القوة الأهم على الأرض رغم كل ما حدث، وإن أيّ توافق على أيّ شكل لحكم القطاع لا بدّ أن توافق عليه الحركة، لكن هذا الوضع العلني والمُعلن بشأن سيطرة حماس يوفّر، في الوقت نفسه، المسوّغ والاستفزاز المطلوب لنتنياهو وإسرائيل، وحتّى أميركا، لاستئناف الحرب بعد تسلّم المحتجزين وفقدان حماس أهم ورقة تفاوضية. ما الذي يمكن عمله في هذه الفسحة الزمنية القصيرة فلسطينياً لسدّ فجوة الإدارة المحلّية من ناحية، وتمكين التسيّس الفلسطيني والكيانية الفلسطينية من احتلال قلب المشهد والبقاء في مقدّمته؟
أحد أكبر تحدّيات خطّة ترامب يتمثّل في الجهة التي ستحكم غزّة وتدير شؤونها
يمكن اقتراح الآتي، فكرةً أوّليةً يمكن تطويرها والبناء عليها، إن كانت عمليةً ومعقولةً، وهي أن تستبق القوى الفلسطينية (حماس والسلطة الفلسطينية والفصائل والمستقلّين) الجميع وتشكيل حكومة أمر واقع مؤقّتة تدير شؤون الفلسطينيين في القطاع، تسمّى الحكومة الفلسطينية المُوحّدة والمؤقتة. تحت هذا المُسمى تشتغل كل قوى الأمن والشرطة، وتفعّل
ارسال الخبر الى: