الحرب الأهلية في السودان

44 مشاهدة
دخلت الحرب الأهلية في السودان عامها الثالث دون بارقة أمل في أن تنتهي عما قريب وهي الحرب التي لم يكن مقدرا لها أن تستمر كل تلك السنوات دون دعم من أطراف خارجية ولاسيما قوات الدعم السريع والتي تمولها بعض الأطراف الخارجية التي تطمح في أن يؤدي تأجيج الحرب في السودان واشتعالها لأن تستمر لأطول مدى ممكن فتلك الأطراف تريد السودان ممزقا مفككا غير موحد قبل أيام تمكنت قوات الدعم السريع من اقتحام الفاشر المحاصر منذ شهور لتقوم بعدها بارتكاب العديد من المجازر المريعة بحق الأبرياء من المدنيين والعزل وقد استسلمت الفاشر بعد نفاد مائها وطعامها ودوائها وعندها اقتحمت قوات الدعم السريع المدينة قامت بارتكاب المذابح علنا بل وظهر بعض عناصرها بشكل واضح في مقاطع فيديو مصورة قاموا هم بأنفسهم بتصويرها وهم يقتلون بدم بارد وكل هذا على مرأى ومسمع من العالم كله والذي لم يحاول أي طرف فيه مساعدة المدنيين المنكوبين في هذا البلد لم تحاول الدعم السريع نفي مسؤوليتها عن ارتكاب تلك المذابح غير أنها اعتبرتها حوادث فردية سيتم محاسبة عناصرها الذين قاموا بارتكابها ومن الواضح أن الدعم السريع تهدف من خلال بث تلك المقاطع المصورة المريعة لبث الرعب في قلوب خصومها ولإيهامهم بقوتها حتى يسهل استسلامهم لها وعدم مقاومتهم ولا يبالي قادة الدعم السريع بصورتهم أو سمعتهم أمام العالم بل يحاولون إعادة تشكيل الرأي العام وإيهامه بأن قوتهم لا تضاهى وأنهم جهة مسؤولة ويمكن الاعتماد عليها ولا يعجزهم شيء عن سفك دماء الشعب السوداني والذي شهد موجة نزوح فعلية غير مسبوقة منذ بداية اندلاع الصراع في 2023 من الواضح أن هذه الحرب الشعواء ستستمر بلا هوادة إن لم يجنح طرفاها للسلم والتفكير العقلاني فعلى عموم الشعب السوداني الالتفاف حول حكومته الشرعية ويتوقع الكثير من المحللين والخبراء السياسيين أن يفضي استمرار تلك الحرب إلى تفكك السودان إقليما وراء الآخر حتى تتحول إلى دويلات ممزقة مما سيضاعف من آلام وعذاب مواطنيها فالسودان بلد يعاني من شح الموارد وندرتها بشكل عام كما يعاني من بنية تحتية ومرافق أساسية ضعيفة وجاءت الحرب لتنهي على البقية الباقية من تلك البنى والمرافق لتحيل حياة المواطنين لعذاب حقيقي وترغم الكثير منهم للترحال واللجوء للدول المجاورة لقد أصبحت حياة السودانيين قطعة من الألم ما بين لجوء مرغمين عليه وبقاء قد يكلفهم حياتهم بخلاف انهيار منظومات الصحة والتعليم والمرافق داخل السودان ومن المؤسف أن يتم هذا الاقتتال الدموي بين أبناء الشعب الواحد وقد شهدت منطقتنا العربية صراعا داميا خلال حرب غزة التي استمرت عامين قضى خلالهم أكثر من 60 ألف فلسطيني نحبه وتحول أكثر من 150 ألفا إلى جرحى ومعاقين بسبب الاعتداء الإسرائيلي الآثم المدعوم من الولايات المتحدة حتى فوجئنا بالمجازر الدامية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق أبناء الشعب السوداني مما يجعل المنطقة في مرحلة اضطراب مستمر يأمل البعض في تدخل دولي قد يسهم في إنهاء تلك الحرب الشعواء في السودان غير أنه باستقراء التاريخ فإن المنظمات الدولية يقتصر دورها على الشجب والاستنكار وحث كل طرف على ضبط النفس لقد تسببت تلك الحرب في نزوح داخلي مكثف في السودان نفسها من منطقة لمنطقة بحثا عن مناطق قد تكون أكثر أمنا غير أنه في الحرب الأهلية لا توجد مناطق آمنة فكل إقليم معرض لأن يقع ضحية تلك الحرب التي تشبه السرطان فلا تقع في مكان إلا وتنتشر خلاله بشكل سريع وخبيث وكل طرف في الحرب يسعى للاستحواذ على المزيد من أراضي خصمه وها هي قوات الدعم السريع تتهيأ لدخول كردفان مما يعني أن ما شهدناه في الفاشر سيتكرر مرة أخرى في كردفان لقد تسببت الحرب في قتل مئات الألوف وإصابة أعداد أكثر من ذلك بكثير كما تسبب في حدوث المجاعات وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية بالتوازي مع انهيار الخدمات الصحية وكل هذه المآسي هي نتاج مباشر للحروب الأهلية التي يذهب ضحيتها المواطن أولا وأخيرا

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح