من الحبر إلى الرصاص كيف يصنع التعليم الإسرائيلي جنود الإبادة

2 مشاهدات

أي نوع من الوحشية هذا؟ كيف يُفسَّر هذا الانسلاخ التام عن الإنسانية؟ يوماً بعد يوم، تتراكم فصول مجزرة الإبادة في غزة، ومع كل شروق، لا تأتي الشمس إلا محمّلة بمشهد جديد من الرعب في فلسطين. أشلاء لأطفال ونساء، ومن لم ينل من جسده الصواريخ والجوع، يشنق فؤاده، وتتآكل أعصابه، ويظل السؤال معلّقاً في الهواء: كيف يستطيع بشرٌ أن يمضي في هذا السعار الدموي، لا يكتفي بارتكاب الجريمة، بل يتباهى بها، يرويها لأصدقائه في رحلة، ولأطفاله كحكاية ما قبل النوم، ويتشاركها على موائد العائلة كمن يروي نكتة، والمحتوى دائماً: قتل أطفال ونساء فلسطينيين، بدم بارد، وبلا أدنى خجل.

بينما، أمام العالم، يظهر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، متحدثاً لجنوده ومحفزاً لهم بخطب مليئة بالأساطير التوراتية، ليصبغ بها المجازر بصبغة دينية، وكأن قتل الفلسطينيين واجب مقدس، لا جرم. إذ لا يرون الفلسطيني إنساناً، بل شيئاً أدنى من البشر، فائضٌ بيولوجي يجب محوه. فهكذا قالها يوآف غالانت، وزير الدفاع السابق والمطلوب للعدالة الدولية بتهم جرائم حرب، بلا تردد ولا حياء: حيوانات بشرية. لم تكن زلّة لسان، بل تعبيراً صافياً عن عقيدة الاحتلال التي تُدرَّس وتُمارَس وتُنفَّذ.

إذ تشير الدراسات أن هذا العنف يتم ثقله وتحضيره ضمن نظام تعليمي بأكمله، مصمَّم لإنتاج أجيال لا ترى في الفلسطيني إنساناً، وما يُقال على لسان قادة الجيش وجنوده ليس بغريب عن لسان الكثير من شباب الاحتلال، فمنذ أيام، ظهرت فتاة إسرائيلية، بالكاد تجاوزت الطفولة، لتقف أمام الكاميرا بثقة وقحة، وتقول بلغة إنجليزية: في زمن الحرب، لا يهم من عدوك، يجب أن تُدمّر نسله… حتى لا يُنجب مزيداً منهم. قالتها دون تردد، عند معبر كرم أبو سالم، على مرمى حجر من مليوني إنسان محاصر في غزة، تُقصف مدينتهم كل يوم، ويُدفن أطفالهم تحت الركام. أكثر من خمسين ألف شهيد، بينهم ثمانية وعشرون ألف امرأة. ومع ذلك، لم يساورها الشك، لم يرتجف لها صوت، ولم تهتز لها مشاعر. نطقت بدعوتها للإبادة وكأنها تُعلن خبراً عادياً، ثم مضت.

أكثر من

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع عربي بوست لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح