الحاج علي ناصر اليزيدي وسالمين
186 مشاهدة
الحاج علي ناصر اليزيدي وسالمين كتب محمد ناصر العولقي من المناضلين المجهولين في مدينة جعار المرحوم علي ناصر اليزيدي كان من وجاهات جعار وشخصية محترمة وذا هيبة ويملك بغلا أو بغلة بيضاء يذهب بها الى أرضه الزراعية حتى أيامه الأخيرة حكى لي صديقي العزيز وأخي الكبير محمد صالح ضيف رواية انضمام الحاج علي ناصر اليزيدي الى الجبهة القومية وقال كان الرئيس سالم ربيع علي في منتصف الستينيات موظفا في سكرتارية سلطنة يافع بني قاصد في جعار وضمن سكرتارية مكتب نائب السلطنة الشيخ حيدرة منصور عطوي ولديه علاقة جيدة بالنائب حيدرة منصور وفي ذلك الوقت كان سالمين المسؤول عن الجبهة القومية في أبين وطبعا كان نشاطه سريا وكان الحاج علي ناصر اليزيدي مفتشا زراعيا في لجنة أبين الزراعية قطاع الري وكان مفتشو اللجنة يستعملون الجمال في نزولهم وتنقلاتهم في أراضي منطقة الدلتا من مكان الى مكان ومع بداية العمل الفدائي للجبهة القومية كانت الحاجة ماسة لنقل السلاح والذخائر للفدائيين من منطقة الى أخرى ذات يوم جاء الحاج علي ناصر الى النائب حيدرة منصور وقدم إليه طلبا بسلفة مالية على حساب راتبه وامتنع النائب عن تلبية طلبه وكان سالمين يراقب المشهد وعندما خرج الحاج علي من السكرتارية لحق به سالمين وطلب منه أن يعطيه ورقة الطلب وإنه سيحاول مع النائب حيدرة منصور ليوافق على منحة السلفة فأعطاه الحاج علي الورقة وعاد سالمين الى النائب واستطاع بطريقته أن يقنعه بالموافقة على طلب الحاج علي وفي اليوم التالي ذهب سالمين الى الحاج علي ناصر وأعطاه ورقة الطلب مذيلة بتوجيهات النائب بصرف مبلغ السلفة وتابعها سالمين بحكم عمله في الإدارة المالية للسلطنة وتم صرف السلفة للحاج علي في وقت قصير شعر الحاج علي ناصر بامتنان كبير لسالمين وطبعا كان سالمين مركزا عليه لاستقطابه الى تنظيم الجبهة القومية والاستفادة من الجمل الذي يستعمله الحاج علي وتسريب الأسلحة والذخائر عبره بسهولة وأمان وهكذا بدأ سالمين في إقامة صداقة شخصية مع الحاج علي ناصر ثم بدأ يفاتحه شيئا فشيئا بالانضمام الى تنظيم الجبهة القومية حتى استطاع إقناعه وتأطيره في التنظيم ثم تولى الحاج علي عملية نقل الأسلحة والذخائر على ظهر جمل لجنة أبين الى الفدائيين من مكان الى آخر في المنطقة دون أن يشعر به أحد وفي يوم من الأيام وبينما كان الحاج علي في تنقلاته اليومية على ظهر جمل اللجنة وكان يخفي مجموعة أسلحة وذخائر لتسليمها الى فدائيين حدث ما لم يكن في الحسبان إذ شعر مدير الأمن الاتحادي في السلطنة المرحوم بن عديل أن هناك تسريبا للأسلحة في المنطقة وبدأ يشك في الكل فأعد مدير الأمن كمينا وأستحدث نقطة للتفتيش في طريق زراعي في ضواحي جعار وكان الحاج علي يسير في هذا الطريق وإذا به وجها لوجه مع الكمين الأمني قال الحاج علي ناصر أوقفتني النقطة الأمنية وطلب مني بن عديل النزول من على ظهر الجمل وأمر الجنود بتفتيش الخرجين الذين فوق ظهر الجمل فيبس حلقي وأيقنت إني رحت في داهية ولكن جاء الفرج من عند الله حيث كان من ضمن الذين مع بن عديل الضابط المرحوم فضل سالم ميسري والد أ د محمد فضل سالم ميسري عميد كلية التربية بجامعة أبين حاليا ويبدو أنه كان يعرف إنني في ورطة وكان من المتعاطفين مع المناضلين ويتعامل معهم برأفة ورحمة ووطنية فتدخل المرحوم فضل سالم وأخذ يتحدث مع بن عديل ويبعد الشكوك عني حتى أقنعه وسمح لي بن عديل بالمرور دون تفتيش فنجوت من الموقف بأعجوبة ويروي الحاج علي أنه بعد هذا الموقف لم يقابل سالمين الذي هرب الى تعز بسبب انكشاف أمره ثم بعد الاستقلال وخطوة 22 يونيو وصعود سالمين الى سدة الرئاسة أقيم حفل في جعار وحضره سالمين وكان الحاج علي ناصر يجلس على مقعد قبال منصة الحفل فرآه سالمين ولوح له بيده وهو يبتسم فشعر بفرحة كبيرة أن رئيس الجمهورية يلوح له بيده وإنه مايزال يتذكره ومن كثر الفرحة تقاطرت الدموع على خده لا أدري الآن هل تسلم أسرة المرحوم المناضل الحاج علي ناصر اليزيدي راتبا من دائرة شهداء ومناضلي حرب التحرير أم لا ولكني معجب ببساطة وصدق هذا المناضل واعتباره أن تلويحه من الرئيس تكفي لتقدير ما كان يقوم به ولمكافأته عن نضاله إنهم رجال صدقوا مع الله ومع وطنهم ومع أنفسهم ويستحقون أن نضرب لهم تعظيم سلام في هذه الأيام على بعد مسافة قصيرة من ذكرى الاستقلال المجيد العاصفة نيوز مواكبة آخر الأخبار من جميع أنحاء العالم مع العاصفة نيوز يكشف فريقنا من الصحفيين ذوي الخبرة عن الحقيقة الكاملة ويقدم لك تغطية شاملة للأخبار المحلية والعربية وتكون على اطلاع دائمالعاصفة نيوز الحقيقة الكاملة
ارسال الخبر الى: