الجنوب يغادر محطة الوحدة استعادة الدولة خيار لا عودة عنه

23 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

4 مايو/ تقرير/ محمد الزبيري


في منعطف تاريخي حاسم، تقف قضية شعب الجنوب اليوم على أعتاب مرحلة جديدة، مرحلة لا تشبه أي شيء سبقها منذ الإعلان المشؤوم للوحدة اليمنية في مايو 1990.
لم يعد الحديث عن استعادة الدولة الجنوبية مجرد شعار يُرفع في الساحات، أو حلم يراود ذاكرة جيل عاش تجربة دولة مستقلة ذات سيادة وهوية بل تحول إلى مشروع وطني متكامل، له حامله السياسي، وقوته العسكرية الضاربة على الأرض، وإرادته الشعبية الجارفة التي أعلنتها صراحةً: لقد وصلت القضية إلى نقطة اللاعودة.
إنها لحظة الحقيقة التي يؤكد فيها الجنوبيون، من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً، أن قطار الجنوب قد غادر محطة الوحدة إلى غير رجعة، وأن وجهته الوحيدة هي استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة على حدود ما قبل 22 مايو 1990.
هذا التحول لم يأتِ من فراغ، بل هو تتويج لعقود من النضال المرير والتضحيات الجسيمة وخلاصة تجربة قاسية مع وحدة تم الانقلاب عليها في حرب صيف 1994، وتحولت إلى احتلال عسكري وسياسي واقتصادي ممنهج، سعى لطمس هوية الجنوب ونهب ثرواته وتهميش إنسانه.
اليوم، ومع بزوغ فجر جديد يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي، الممثل الشرعي لشعب الجنوب، فإن أي حديث عن التراجع أو القبول بحلول منقوصة لا تلبي تطلعات هذا الشعب الأبي، لا يُعد مجرد خطأ سياسي، بل هو خيانة لدماء آلاف الشهداء وتضحيات أمة بأكملها.
هذا التقرير لا يرصد الأحداث فحسب، بل يغوص في عمق التحولات ليؤكد حقيقة واحدة: إن مسار استعادة الدولة الجنوبية هو قدر لا مفر منه، وأي محاولة لعرقلته ستتحطم على صخرة الإرادة الجنوبية.
*جذور الغضب من الوحدة
لم تكن الوحدة اليمنية التي أُعلنت في 22 مايو 1990 مشروعًا قائمًا على أسس متينة من الشراكة الحقيقية والعدالة. بالنسبة للجنوبيين، كانت الوحدة أملاً في بناء دولة قوية ومستقرة، لكنها سرعان ما تحولت إلى كابوس.
منذ اللحظات الأولى، بدأت الخلافات السياسية والأيديولوجية بين شريكي الوحدة تلقي بظلالها القاتمة وتم التعامل مع الجنوب كغنيمة حرب وليس كشريك متساوٍ.

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع 4 مايو لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح