الجنوب دولة عائدة ومعادلة إقليمية جديدة

30 مشاهدة

كتب / وضاح بن عطية

في لحظات التحوّل المفصلية، لا تعود القضايا الكبرى شأناً محلياً قابلاً للمساومة، بل تتحول إلى معادلات إقليمية تعيد رسم موازين القوة والاستقرار . والجنوب اليوم يقف في قلب هذه اللحظة التاريخية، لا كقضية مؤجلة، بل كمشروع دولة عائدة فرضت حضورها من الميدان قبل السياسة، ومن الإرادة الشعبية قبل التوافقات الهشة. هنا، لم يعد الحديث عن احتمالات، بل عن واقع جديد عنوانه الواضح : إعادة بناء دولة الجنوب إستقرار إقليمي في أهم نقطة ارتكاز في خريطة العالم ولا مجال للتراجع لانه سيجعل إيران تصعد على ركام المنطقة .

لقد وصلت قضية الجنوب إلى نقطة اللاعودة. لا عودة إلى ما قبل استعادة القرار الجنوبي، ولا تراجع عن مسار تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة. لأن ما تحقق لم يكن منحة سياسية، بل حصيلة تضحيات جسيمة صنعت مساراً لا يمكن كسره أو الالتفاف عليه.

اقرأ المزيد...

الجنوب لن يتراجع، لأن التضحيات رسمت طريقاً لا يقبل العودة، ولأن أي محاولة للالتفاف تعني ببساطة فتح أبواب الفوضى والإرهاب من جديد ودخول المنطقة في نفق مظلم .

الجنوب لن يتراجع، لأن الإرادة الشعبية حسمت الخيار، ولأن الواقع السياسي والأمني تغيّر جذرياً. ما قبل الأمس ليس كما بعده، ومن يراهن على إعادة إنتاج الوصاية أو فرض صيغ رمادية، يراهن على وهم سقط في الميدان قبل أن يسقط في الوعي العام .

وفي قلب هذه المعادلة، تبرز حقيقة استراتيجية لا تقبل الجدل : الجنوب الغني بثرواته وموقعه الجيوسياسي يستحيل أن يُتآمر عليه أو يُسلَّم لأحزاب وتنظيمات وقبائل وأيديولوجيات متطرفة، أو لعصابات قبلية مذهبية طائفية .

لن يتم تسليم الجنوب تحت يافطة الوحدة اليمنية لعقليات تشبّعت جيناتها بثقافة الحرابة، وغُرس في وعيها وهم أحقية السيادة على الجزيرة العربية، وتحمل في كينونتها حقداً دفيناً على كل مشروع دولة حديثة. هذه القوى لا ترى لنفسها سيادة ولا حضوراً في المنطقة أو العالم إلا عبر تدمير التطور المبهر الذي تشهده السعودية والإمارات ودول المنطقة، لأنها ببساطة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العاصفه نيوز لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح